تبقى المملكة العربية السعودية حزام الأمان وجسر الاطمئنان والشوق المطوق لأعناق العشاق الذين لم يفقدوا الأمل رغم الضباب واليباب والخراب والعذاب، من أن السفينة العربية لابد لها وأن ترسو عند شواطئ الوفاق، مادام هناك عشاق يتوقون لترتيب الأشواق والعمل بفدائية فذة من أجل تهذيب أغصان الشجرة وإعادة تربتها إلى سابق العهد في الخصوبة والعطاء.. فالوفاق المصري القطري لهو حصيلة جهد سعودي ملكي، دأب على تضميد الجراح وفتح نافذة للأفراح ووقف النزيف وإعادة الوعي لأمة كم هي بحاجة إلى توحيد الصفوف لدرء الأخطار ومنع الأكدار لتستعيد الأمة عافيتها وتستدعي طاقتها الإيجابية للمساهمة بجدية في بناء الحضارة الإنسانية كسابق العهد على مر العصور والأزمنة. واليوم والأنياب الصفر تكشر عن حالها ويحاول الإرهاب بكل ما أوتي من قوة على تنكئة الجراح، وتهشيم الجسد الواحد وتحطيم الثوابت وتدمير المشاعر بسلوكيات عدوانية بغيضة لا مجال أمام العرب غير الوقوف كتفاً بكتف وسد الثغرات لردع هذا الشر المستطير وكسر أنيابه وبتر مخالبه والظفر بالوفاق العربي وتشكيل القوة الضاربة في وجه هذا العدوان وإطفاء النيران في أكثر من بلد عربي بات على شفا حفرة من الفناء. اليوم تأتي المبادرة السعودية المباركة لتحيي الآمال وتنعش الأمنيات وتفسح الطريق أمام التفاؤل كي يمر إلى النفوس من دون إحباط أو أغلال يأس أو بؤس. اليوم تأتي المبادرة لتحقق أقصى ما يمكن أن يتمناه الإنسان العربي بأن يصبح الجسد معافى مشافى من أدران الانشقاق والاختراق والاحتراق.. وليس غريباً على أرض المقدسات أن تقوم بالدور المنوط بها كبلد يحتضن مشاعر أكثر من ملياري مسلم يتوجهون في كل يوم خمس أوقات باتجاه كعبة الإشراق.