وصلتني رسالة إلكترونية من زميلة التقيت بها في مؤتمر عالمي تقول فيها إنها في طريقها من إسبانيا إلى ماليزيا وسوف تتوقف في مطار أبوظبي لبضع ساعات وتتوق لزيارة مسجد الشيخ زايد. فأرسلت لها جميع المعلومات المتعلقة بالمواصلات؛ وكيف تستخدمها وتكلفة الرحلة باليورو والدولار. وعندما اقترب وقت سفرها تقلبت قلقاً عليها وانقطعت الرسائل فأرسلت رسالة تذكير أخيرة أسألها فيها «هل وصلتك المعلومات التي أرسلتها مؤخراً؟» فردت باختصار: شكراً عائشة، كم أتطلع لرحلتي هذه! سأكتب لك عنها من دون شك. فكتبت بسرعة: سألتقيك في المطار.. رحلة سعيدة. فجاء ردها كالبرق: إن ذلك من دواعي سروري فأكون في عاصمة السعادة. وذهبت إلى المطار لاستقبالها وما أن رأتني حتى قالت: استغرق خروجي من المطار 20 دقيقة لا أكثر.. هذا رقم قياسي فلم يحدث ذلك لي من قبل. فقلت لها: هل أنت مستعدة؟ فأجابت: أكثر مما تتصورين ففتحت شنطة تحملها احتوت آلات وأدوات وعدسات مقربة ومُبعدة ومنها ما كان كبيراً وطويلاً وثقيلاً لجميع اللقطات والظروف الجوية والخدع البصرية والتقنيات المبدعة. وما أن وصلنا المسجد حتى انطلقت قبل أن تقف السيارة وسارت تصور وتسأل، واختفت حتى امتزجت ألوان ملابسها وملامح وجهها بالسجاد والجدران وانعكاسات الضوء. وعندما رُفع أذان المغرب جلست في زاوية نسنس منها نسيمٌ عليل فقالت: رحم الله الشيخ زايد فرؤاه بنت لكم وطناً. الإمارات تجربة فريدة تثبت على الدوام بأن الحكماء لم ينعتوا الاتحاد بالقوة إلا من ثوابت نراها هنا، وهذا حصاد لما زرعه الشيخ زايد، وهو مُستدام إذ تسير على نهجه وخطاه قيادة رشيدة وشعبٌ بأكمله، وهذه ياصديقتي هي القيمة الحقيقية للسعادة. فقلت لزميلتي: الشيخ زايد-طيب الله ثراه- مدرسة فلسفية متكاملة وهو من قال «ثروتي سعادة شعبي»..قرأنا الفاتحة على روح الباني المؤسس وغادرنا إلى المطار. ***للعارفين: يقول الله جل وعلا في سورة الرحمن «وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان» و أقول لمن لا يعرفني إن السعادة نعمة نشكر الله عليها كل يوم وعلينا أن نبادر بالأجمل حتى تزهو بلادنا في عيون البعيد والقريب.كل عام والإمارات وطن السعادة، نبارك لكم بعام الابتكار 2015.