أحد فرنسا الدامي، يجب أن يوقظ العالم أجمع، وأن تأتي الصحوة بعد الغفوة، وأن يعلم العالم أن ما يحدث لا علاقة له بدين أو جنس، وإنما الأمر يتعلق بعصابات الشر التي انتشرت في أرجاء الكون، لأسباب تتعلق بأمراض نفسية أصابت فئات كثيرة من جميع الأديان، وذلك للفهم الخاطئ للدين، وللتفسير الوهمي لما جاءت به الأديان السماوية السمحاء.. فما يحدث في إسرائيل أو ما يحدث في بورما، أو ما يحدث في أفغانستان وكثير من الدول العربية، فليس له علاقة لا بالتوراة ولا بالإنجيل ولا بالإسلام، هذه تشدقات وانحرافات، وانثيالات باتجاه الخطأ والخطيئة، لذلك فإن العالم اليوم أمام أحد خيارين لا ثالث لهما، فإما الاتحاد ضد الشر، أو الدخول في التصنيفات، وهذا بدوره سيؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء. فلو فكر شخص أو دولة، صبغ أحد الأديان السماوية الثلاثة بسمة الإرهاب فإنه توصيف سوف يدخل العالم إلى حروب شوفينية، طائفية، لا سقف لدمارها، والنتيجة أن الحضارة البشرية ستُهدد وإن كل ما توصل إليه الإنسان من علم وتطور سوف يُبدد، وتذهب الحياة البشرية إلى الفناء، وهذا ما يريده الإرهابيون، هذا ما يتوقون إليه، فهؤلاء عدميون عبثيون، كارهون حاقدون، كل ما يريدونه هو إفناء الحياة من على الأرض، كل ما ينوون إليه هو تغيير وجه الكون من حياة زاهية إلى ظلام دامس. لذلك فإن كل ما نتمناه هو اتحاد العالم ضد الشر، واقتفاء أثر المجرمين، بتعاون تام بين جميع الدول، ليحيا أطفالنا، ونسلم على حضارتنا، ونحافظ على ما أنجزه الأخيار من بني البشر، ونمنع عنا أيدي الخبث والخبائث. كل ما نتمناه، أن يوقظ أحد فرنسا الدامي، ضمير الإنسانية، ويوحدها على طريق التكاتف ضد أعداء البشرية، وأن تكون جريمة الأحد الفرنسي الضوء الذي يدلنا على مواطن الجريمة، وأصحابها وبُناتها، وأربابها. فقد حانت ساعة الحقيقة ولا مجال للمراوغة ولا مجال للاستماع إلى الأصوات النشاز التي تؤلب ديناً ضد دين، وتحرض شعباً ضد شعب.. فالشعوب والأديان براء مما تقترفه أيدي المجرمين والقتلة ومصاصي الدماء. انقذوا العالم بوعيكم، ولا تلتفوا إلى الجهلاء.