حتى عندما يتعلق الأمر ببطولة كروية تأبى المنتخبات الكروية، إلا أن تثبت أن «خليجنا واحد»، حيث شهدت الجولة الثانية من بطولة كأس آسيا خروج أربعة منتخبات خليجية دفعة واحدة، وكأن بينها اتفاقا غير مكتوب للوداع المبكر، حتى قبل الوصول إلى الجولة الأخيرة. في المجموعة الأولى انتهت مهمة منتخب الكويت صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس الخليج، والأهم من ذلك أنه أول منتخب عربي يكسب لقب كأس آسيا قبل 35 عاماً، ورحم الله أيام «الجوهرة» جاسم يعقوب والرائع فيصل الدخيل و«الثعلب» فتحي كميل، ومن قبلهم جميعاً رحم الله الشهيد الشيخ فهد الأحمد الذي صنع ربيع الكرة الكويتية، عندما أوفى بوعده، وصعدت الكويت إلى نهائيات أولمبياد موسكو، وإلى نهائيات كأس العالم بإسبانيا وعانقت لقب كأس آسيا. وفي المجموعة الأولى أيضاً خرج منتخب عُمان حامل لقب «خليجي 19»، بعد أن سقط أمام كوريا الجنوبية وأستراليا، وكأنه لم يصل إلى سيدني أصلاً . ولم يختلف الأمر كثيراً في المجموعة الثالثة التي شهدت الخروج المبكر لمنتخب قطر حامل لقب «خليجي 22» قبل شهرين فقط، إثر خسارته بالأربعة أمام «الأبيض» الإماراتي، والخسارة أمام إيران بهدف، ليودع بخفي حنين، ويبدأ الاستعداد لتصفيات كأس العالم 2018، وليتحول بلماضي مدرب الفريق من بطل قومي قبل شهرين، إلى متهم تطارده الانتقادات هو وحارسه قاسم برهان الذي قدم أسوأ مستوى في تاريخه. ومن «العنابي» إلى «الأحمر» البحريني يا قلبي لا تحزن، فقد خرج منتخب البحرين إثر خسارته أمام إيران، ثم أمام الإمارات، ليتجمد رصيده بعد جولتين عند درجة «الصفر». ومن المؤسف للكرة الخليجية أن المنتخبات الأربعة التي غادرت البطولة لعبت 8 مباريات لم تكسب نقطة واحدة من 24، حيث اكتفت المنتخبات الأربعة بأداء دور بوابة عبور الآخرين لدور الثمانية، وهو ما يدق ناقوس الخطر أمام الكرة الخليجية التي تنفق المليارات ولا تجني سوى خيبة الأمل. وما نأمله أن يوفق منتخب الإمارات أنجح منتخب خليجي في البطولة، ومعه المنتخب السعودي الذي أنعش آماله بالفوز على كوريا الشمالية، في الدفاع عن سمعة الكرة الخليجية، فيما تبقى من مشوار البطولة التي لا تعترف إلا بأصحاب القلوب القوية والقادرين على مواجهة «تسونامي» شرق آسيا و«الكنجارو».