هذا العام اشتعل الاهتمام باللغة العربية على غير طبيعة الأعوام المنصرمة، ونشطت المؤتمرات والندوات والدورات المخصصة للاهتمام بها وإحيائها بين الأبناء الذين لا يعرف الكثير منهم جمال وعظمة لغة القرآن والعرب. كانت جمعية حماية اللغة العربية تجاهد وتكافح من أجل أن تقام لها ندوة هنا أو هناك، وتسعى بكل السبل لتجد قاعة أو مكاناً يقدم لهم فسحة يقولون ما لديهم عن اللغة العربية. وكان الأديب بلال البدور رئيس تلك الجمعية يناضل مع رفاقه أعضاء الجمعية الفقيرة يصرخ في واد. نتذكر هؤلاء الذين بدأ عملهم منذ زمن بعيد وما زالوا يعملون ورغم أن صوتهم يأتي واضحاً إلا أنه يغيب سريعاً في الأدراج. مرة فترة اختفت فيها اللغة العربية من المعاملات التجارية والاقتصادية. تحولت الأسواق والأماكن العامة والخاصة إلى استخدام اللغة الأجنبية وعجزت اللغة العربية صاحبة المكان والتاريخ والحضارة العربية أن تجد من يرفع اسمها فوق واجهة محل تجاري أو مركز أو بقالة أو مقهى، وإن حصل ذلك فإنها تكون بطريقة غير صحيحة في أكثر الأوقات أو بحروف لا تعرفها نظراً للخطوط الرديئة التي كتبت بها. وقد تدخل إليها فتسمع لهجات آسيوية بحيث لا تفهم حتى اسم المتجر أو المؤسسة، والأمثلة كثيرة. مر زمن لا أحد يعنيه ما تقوله جمعية حماية اللغة العربية، ولا رأي وصراخ الغيورين والخائفين على اللغة العربية في الخليج العربي والوطن العربي، خاصة في ظل ضعف الانتماء لهذه الأمة العربية العظيمة، وظهور جماعات متطرفة وطائفية لا تقدر للعرب أو اللغة العربية أهمية في ظل التحولات الكبيرة والتي تبدأ عادة في هدم كل ما له صلة بالعرب والعروبة وإبداله بولاءات غير عربية، وبلغة غير عربية، ووجود لغة أجنبية هي الأولى والسائدة على الأرض. واليوم، لا بد من القول إن التوجيهات التي أعلنت هنا وهناك والداعية إلى الاهتمام باللغة العربية والعناية بها، هي واحدة من المبادرات الرائعة والجميلة والتي نأمل أن نجد أثرها على أرض الواقع بعد زمن. الذين لا يحبون اللغة العربية سوف يسوؤهم هذا التوجه وسوف ينتظرون، هل الموضوع جاد؟ وهناك من سيتابعه ليرى إن كان حقيقياً أم أنها مجرد حفاوة ظهرت بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية التي اعلنته اليونسكو.. الواقع والزمن سوف يجيب.