في الحديث نفسه، أكد حمدان المزروعي أن كل مواطن تقع عليه مسؤولية أمن المقيمين واستقرارهم. وهذا في الحقيقة قول صائب، يؤكد وعي علمائنا، ومفكرينا إذ يحرضون الوجدان الوطني من أجل سلوك إيجابي، يعبر عن قيم الإمارات وشيم أهلها وعاداتهم تقاليدهم. فالمقيمون على أرضنا، سواء أكانوا مسلمين أو سواهم، فهؤلاء جميعاً ضيوف يتوجب على كل مواطن أن يعاملهم معاملة حسنة، وأن يحسن ضيافتهم، إضافة إلى ذلك، أن معظم المقيمين عاملون في حقول تربوية واقتصادية وإنتاجية، هؤلاء شركاء لنا في التنمية، والواجب الوطني يستدعينا أن نعضدهم وأن نساندهم وأن نحميهم من كل غاشم أو متأزم فكرياً، فكل مواطن هو جزء لا يتجزأ من جهاز أمن البلد الذي يسهر على أمن الناس جميعاً دون تفريق، والذي وجد لكي يؤثث الوجدان بمشاعر الحب، والتعاطف والتكاتف لأجل بناء وطن متطور آمن مستقر، لا تقلقه رياح، ولا تؤرقه جراح، وطن الجميع، وطن عشاق الصفاء والنقاء، وطن الحب. الوطن بحاجة إلى المواطن المؤمن، بأن أمن البلد مرتبط بأمن كل من يعيش على أرضه، وأمن من يعيشون على هذه الأرض، هو أمن لكل مواطن، فالاستقرار مبدأ لا ينقسم إلى نصفين، ولا يقبل التزمت والتعنت، والتشتت إلى سلوكيات متناقضة، وأفكار مطلية بألوان زئبقية، فمن يرفض الآخر، فهو أناني وسلبي، وعنصر فاسد بفكر كاسد. من لا يقبل التعايش إلا مع نفسه فهو كائن بعقل مستبد، وإذا كان العقل مستبداً، فالصحوة مستحيلة. الوطن بحاجة إلى مواطن متكامل يسير بعينين مفتوحتين، وعقل مستنير، يعرف أن طريق التطور يبدأ من الاعتراف بوجود الآخر كطرف آخر كقطبي المغناطيس. الوطن، ليس كهفاً في جبال نائية، وإنما هو حقل من حقول الإنتاج الثقافي، ونهر تتلاقى فيه كل منابع العذوبة، الوطن ينمو بالجميع، ويتطور بتعاضد الناس أجمعين، الوطن شجرة الناس أغصانها الحب وأزهارها والتعافي من البغض ثمراتها.