أعجبتني مبادرة جديدة مبتكرة للسفارة البريطانية لدى الدولة لتوعية رعاياها الذين يعدون أكبر جالية أوروبية في البلاد، بقوانين الإمارات وعادات المجتمع المحلي، وذلك بمناسبة قرب احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة. وجه الابتكار فيها، أن موظفي السفارة أعادوا صياغة كلمات قصيدة تقليدية تُغنى بمناسبة «الكريسماس» تعود للعام 1800 للشاعر الأميركي كلمنت كلارك مور، وعنوانها« قبل أن يرحل المساء»، فقاموا بتحويرها لتتضمن توعية بضرورة احترام القوانين، وعدم قيادة السيارات تحت تأثير المسكرات. ووضعوا القصيدة التوعوية على حساب البعثة الدبلوماسية في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك»، قبل ذلك كان للسفارة مبادرة توعية، عندما جعلت من حفل الشاي التقليدي البريطاني بعد الظهيرة مناسبة لتذكير الحضور بضرورة الالتزام بالقوانين والعادات والتقاليد المحلية. وجاءت تلك المبادرات لامتصاص الأثر السيئ لحملات بعض الصحف اللندنية الصفراء على الإمارات وقوانينها دون أن تدرك بأننا دولة نظام وقانون يتساوى أمامه الجميع، وأن الجهل بالقانون لا يعفي المتجاوز من تحمل التبعات القانونية لفعلته. وكانت صحف«التابلويد» الصفراء تعتقد بحملاتها الرخيصة تلك أنها قادرة على ابتزاز السلطات في الدولة، أو التأثير على دوائر القانون وتنفيذه. يقيم في الإمارات أكثر من مائة ألف بريطاني، ويزورها سنوياً من المملكة المتحدة زهاء مليون سائح، لم تؤثر فيهم تلك الحملات، لأنهم الأدرى بالحقيقة، وهم يلمسون ما يتوافر لهم في واحة الأمن والأمان ورقي التسهيلات المتاحة في مختلف مرافق البلاد. وحتى عندما نسافر نحن لبريطانيا، أو غيرها من الدول الأوروبية نجد أن قوانينها تردع الذين يتجاوزونها، ويتعدون على اللوائح بإثارة الإزعاج، وتعكير الهدوء العام، بعد تناولهم الكحوليات في الطريق العام، أو قيادة السيارات تحت تأثيرها. ناهيك عن الذين يقومون بحركات وممارسات مخلة بالذوق والآداب وخادشة للحياء، وقبل السفارة البريطانية كانت هناك مبادرة للسفارة الفلبينية نظمت معها، وبالتعاون مع قيادات الجالية حملة لحث رعاياها على احترام قواعد الاحتشام، وذلك في شهر رمضان الماضي. جهود مقدرة بحاجة للمواصلة والمداومة عليها، والتذكير بالقوانين والتقاليد في أوساط الجاليات الأجنبية المقيمة في مجتمع عرف عنه التسامح والانفتاح وحسن التعايش، وكل ما يطلبه احترام خصوصيته.