الإدانة الرسمية والشعبية الواسعة في الإمارات للهجوم الإرهابي الجبان على مدرسة للأطفال في مدينة بيشاور الباكستانية، ومن قبله على مقهى في سيدني الأسترالية يعبر عن التزام واضح، وتصميم قوي على توحيد الجهود والصفوف للتصدي لآفة الإرهاب وهي تنخر الحضارة الإنسانية. تصريحات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة المنددة بقوة بالهجوم الإرهابي الغادر تجيء تأكيدا لمواقف مبدئية في التصدي للإرهاب وما يمثله من خطر وجودي على الإنسان أينما كان. ومن هنا كان حرص الإمارات الكبير على المساهمة الفعالة في الحرب العالمية على الإرهاب، والمشاركة بقوة في الصفوف الإمامية منها، وكل جبهة فيها العسكرية منها والأمنية والفكرية والمالية لتجفيف منابع آفة ابتليت بها البشرية. من تابع التفاصيل المؤلمة للعملية الارهابية في مدرسة بيشاور صباح الثلاثاء الماضي، يلحظ مقدار انحطاط وتجرد منفذي الهجوم من كل المشاعر الإنسانية ناهيك عن قيم الدين الإسلامي الحنيف الذي يصون الحياة البشرية والكرامة الإنسانية، والمتحدث بلسان «طالبان»الإرهابية التي تبنت الهجوم الوحشي يقول بكل وقاحة «كانت وصيتنا للمجاهدين ألا تقتلوا أطفالا دون العاشرة، بل انتقوا صبيانا فوف العاشرة». أعداء الدين والحياة نراهم دائما يستهدفون كل ما له صلة بالنور، فنجدهم يركزون هجماتهم على دور العلم والمدارس، وأينما تترعرع زهور يانعة تبتسم للمستقبل، ولغدٍ تحلم بأن يكون أفضل من الحاضر. جاء هجوم «طالبان باكستان» على أولئك التلاميذ الأبرياء في ذروة تسليط الإعلام الدولي الضوء على المحنة الإنسانية لعشرات الآلاف من سكان المناطق التي يستهدفها إرهابيو«طالبان»، مع تسلم أحد ضحاياهم، الفتاة ملالا يوسف «نوبل للسلام» مناصفة مع ناشط هندي. وتابعنا تقصد الإرهابيين للقوافل الطبية التي تجوب تلك المناطق لاستئصال الأمراض والأوبئة، وفي مقدمتها شلل الأطفال وارتفاع وفيات المواليد والأمهات أثناء الولادة. لقد كان تواجد الإمارات هناك من خلال مهمة «رياح الخير» تأكيداً لالتزام قوي بالتصدي لقوى الإرهاب والظلام وأعمالهم الجبانة التي- كما قال سمو الشيخ محمد بن زايد- لن تزيد قوى الخير إلا تصميما وعزما على استئصال شآفة الإرهاب وقطع دابر الإرهابيين حيثما وجدوا.