دعوة مؤتمر الأديان للأمم المتحدة، والحكومات إلى مواجهة التطرف، بوقف الدعم للإرهاب، ومواجهته بحزم، ووقف التضخيم الإعلامي للعنف، دعوة تشع بنور الوعي، وتنطلق من محيط الأديان التي جاءت وحدة وسلاماً للإنسان، وتعزيزاً لمكانته، كمشيد لبنيان الأرض، ومصرح عن بيان السماء التي أوجدت القاسم المشترك بين الأديان برسلها وأنبيائها الذين دعا الله تعالى الإيمان بهم من دون تمييز أو تفريق.. فالإنسانية اليوم أمام تحدٍ، فإما الاتحاد ضد التطرف، أو التفرق، لتفيض وديان الغضب والعنف وتصبح الأرض، مشاعاً للتخريب، وطريقاً سهلة لمن بنى شخصيته على العدوان والتدمير والحقد والكراهية.. فلا مجال لدولة من الدول إلا أن تنضم لركب الخيرين والسير على نهج العقل بعيداً عن التحيز للباطل، والانحياز لمصالح ضيقة لا هدف منها إلا تحقيق مآرب آنية. فالعالم الذي أصبح على جبل من نار بحاجة إلى عقول متفتحة، قادرة على تجاوز النظرة الضيقة والتحول فوراً إلى ساحات اليقين، لتحقيق أهداف الوجود البشري، وتغذيته بأساليب السلم والأمان، وحمايته من أنياب الوحوش الضالة، والأنياب الصفراء. العالم لابد له وأن يستيقظ ليحمي وجوده من هجمة النفوس السوداء التي لن تبقي ولن تذر إن تركت تسوم الحياة، بأسوأ حالات الرعب والتدمير. هذه الدعوة المباركة التي انطلقت من أرض الخير، لهي جرس في الآذان، ليصحوا من يريد أن ينجو من عذاب التهلكة، ومن يريد أن يخلص ضميره من ركام البغضاء.. هذه الدعوة، حُلُم كل إنسان ينظر إلى الحياة، بعقل صاف نقي من شوائب الأفكار المسبقة الضغائن وموبقات السلوك الجهنمي.