• لا أدري لماذا كل الناس الذين في الـ«انستجرام» يصرون على تصوير القهوة في كل مكان، بحيث لا يخلو حساب أحد من فنجان قهوة، برغوتها الصباحية، وأنا أولهم، هل لأنها تدل على المكان؟ أم أنه تقليد يومي لغيظ الذين لم يستفتحوا برائحة، ونكهة تلك الدافئة من فجر يومهم، غير أن الكثير من «الإنستجراميين»، يستعرضون لأشياء ليس لها داع أحياناً، ولا تفيد أحد، ولا تقول شيئاً جميلاً، حتى أن بعضهم يظل يتابع السماسيم، واليعاريف في دروبها وخبوقها، ويذكّرنا بها كل طالع شمس، لا أعرف لما أصبح البعض منهم يذكرني بأولئك الشعراء والسينمائيين المتوهمين والموهومين بالحداثة؟ حينما سمعوا بها لأول مرة، وأرادوا أن يركبوا موجتها، وهم بعيدين عن روحها، وتفجرها، فكانوا يصدرون دواوين من تلك التي عنوانها وحده قصيدة، مثل:«تلك النملة التي وقفت على قشرة البرتقالة، وقالت: كفى أيها اللون المسروق من الشمس!»، أو يخرجون أفلاماً عدها أصحابها وقتها طليعية، وهم لم يجربوا السينما الكلاسيكية، ولا قاربوا أصولها الفنية، فيبدأ مشواره بفيلم يجلب الكآبة، غامض بالأسود والأبيض، تظهر فيه غرفة يتيمة، وفيها سرير كالكفن، ويظل يبحث بعدسته في تلك الغرفة، كالمتلفت، من الباب إلى الشباك إلى السرير، ثم يتابع ظلاً على الجدار، يظهر، ويختفي، وينتهي الفيلم بصرخة، تتبعها صرخات النظّارة المشاهدين الذين ما قبضوا إلا الريح! • حلفت لي أسكتلندية، ويوم تحلف الأسكتلندية لازم نصدقها، أنها هي وربيعتها، ما أدري كانتا في «ياس مول» أو غيره، وأنهما بعد التسوق والتبضع، هممتا بدخول بيت الأدب، لكنهما رأيتا بالقرب من جداره، واحدة تشبه الشبح الأسود، ففزعتا، وكتمتا صرخة كادت تظهر فجأة من صدر المرأة، وأنهما تراجعتا خطوات إلى الوراء، متسللتين، وقد نسيتا ما كانتا ذاهبتين لأجله، وأنهما صبرتا، وصبرتا تلك المسافة حتى وصلتا إلى بيتيهما، وحالهما يقول: «الوزي، ولا البلاء»! • بصراحة في بعض من الشعوب، أينما تذهب تجده قدامك، تذهب للبرتغال التي كلها عمالاً، وتصدر لأوروبا عمالاً، تجده ينافس البرتغاليين في العمل، بلغاريا التي بالكاد تسد رمق مواطنيها، تجده فاتحاً دكاناً، ويبيع، فيتنام.. فيتنام التي بالكاد لديها عملة، تجده مهاجراً هو وعائلته، يا أخي والله مرات جزر، أبليس منقطع عنها منذ سنين، تلقاه يبيع طواقي في تلك الجزيرة، المشكلة الناس في الجزيرة ما تكهل ثيابها اللي عليها، وهو يبيع طواقي للرأس، على رأي الأوليين: هذا مثل رأس البصل، وين ما تروح تلقاه يحصل!