لم يكرر الأبيض الإماراتي في مباراته مع البحرين أداءه الممتع نفسه الذي قدم أمام قطر والذي جعل الكثيرين يرشحونه للمنافسة على اللقب، ومع ذلك استطاع الأبيض أن يحقق الأهم وهو الوصول إلى النقطة السادسة ويضمن التأهل المبكر إلى الدور الثاني. وتبدو قدرة الأبيض في تحقيق الفوز حتى لو لم يكن في مستواه المعروف. مؤكداً المقولة الميكيافيلية «الغاية تبرر الوسيلة»، فالتاريخ لا يتوقف كثيراً عند الأداء بقدر توقفه عند النتائج، وإن كانت الجماهير الإماراتية قد تعودت على الأداء والنتيجة معاً. ومن تابع المباراة من السهل أن يرصد ثلاثة مشاهد صنعت الملامح النهائية للمباراة. المشهد الأول: ذلك الهدف الذي سجله «الهدّاف» علي مبخوت بعد 13 ثانية فقط دخل به تاريخ كأس الأمم الآسيوية باعتباره أسرع هدف في تاريخ البطولة التي انطلقت عام 1956 المشهد الثاني: ذلك الهدف الذي سجله محمد حسين، قائد المنتخب البحريني، في الزاوية العليا اليسري لمرمى حارسه، وهو الهدف الذي أخرج البحرين من البطولة ومنح الأبيض بطاقة التأهل لدور الثمانية الكبار، ولسوء حظ محمد حسين أنه سجل هدفا في مرماه أيضاً منذ شهرين في مباراة «الأحمر» البحريني أمام السعودية في دورة الخليج الأخيرة، عندما تقدم الأخضر بهدف ناصر الشهراني وتكفل مدافعو البحرين بتسجيل الهدفين الثاني والثالث للأخضر ليخسر الأحمر بثلاثية نظيفة ليودع البطولة تماماً مثلما حدث للأحمر في كأس آسيا، وكأن لعنة «النيران الصديقة» تأبى إلا أن ترافق مشاركات الأحمر، خليجياً وآسيوياً. والمشهد الثالث كان بطله الحارس ماجد ناصر، كابتن منتخب الإمارات، في الدقائق الأخيرة من المباراة عندما كاد لاعبو الفريقين يشتبكون إثر التحام فوزي عايش بالحارس ماجد ناصر، فما كان من ماجد إلا أن تدخل لتهدئة لاعبي الفريقين إلى أن مرت العاصفة بسلام ، وكأن ماجد وجدها فرصة سانحة لتأكيد أن ماجد «نيو لوك»، وأن علاقته بالمشاكل التي عطلته كثيراً ذهبت إلى غير رجعة. وسبحان مغيّر الأحوال. ×××× لقاء العراق مع اليابان اليوم مواجهة ساخنة بين آخر منتخبين عانقا لقب البطولة، بينما ستكون مباراة الأردن وفلسطين أشبه بمباراة «عائلية»، نظراً للعلاقات القوية التي تربط ما بين الشعبين الشقيقين.