مثلما هي الأنهار تأتي مسرعة قادمة من علو شاهق لتصب في المحيط، فإن التغيرات بمختلف أشكالها تجري هكذا ومن يفوته القطار يصبح متأخراً عن الركب وبالتالي لا مجال لعبوره مرحلة التطور. ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للمنتدى الاستراتيجي العربي لهو الناقوس الذي لابد منه كي تنهض الأمم وتستوعب ما يتطلبه الواقع وما يحقق للإنسانية سلامة وجودها وأمان مصيرها.. وما يحدث في العالم من تطورات اقتصادية يستدعي كل هذا الحرص الذي أبداه سموه ويتطلب من الدول أن تعد العدة وتوجه البوصلة باتجاه سفر بعيد نحو شروق فجر ونهوض اقتصادات ويقظة عقول، ما أكده سموه هو الحلم الذي يسكن عقل كل إنسان على وجه البسيطة، وبالأخص تلك الشعوب التي أكلت الحروب رغيف يومها وقضت على أحلامها كشعوب تريد أن تعيش بسلام وأمان بعيداً عن التوتر، بعيداً عن المصير المجهول.. ما أكده سموه يرسخ للإنسانية فلسفة وجود ورؤية واضحة لمقابلة الواقع الإنساني بكل حزم وجزم وألا تقبع الحكومات تحت سطوة الآمال المبهمة والمنجزات المبتورة والمكتسبات المهدورة، ما أكده سموه يفصح عن واقع إنساني بحاجة إلى الاعتراف بوجود المرض لكي يتم تشخيصه ومن ثم علاجه ومن دون مكابرة أو مغامرة.. هذا هو وعي الإمارات لما يجري وهذه هي لباقة قيادتها في مواكبتها للأحداث الإنسانية، مما جعل بلادنا في مأمن ومنأى من تلك الانهيارات الأرضية التي زلزلت وخلخلت وفرضت واقعاً مأساوياً على الشعوب، فالوعي بما يجري يجعل من السهل مواجهة الصعاب وتجاوزها بحلول واقعية تحمي الحضارة وترعى شؤونها بكل جدارة واستحقاق.. الإمارات بعون الله بخير طالما تمتعت بأيد لا تعرف غير الخير.