دعوة اتحاد كرة القدم للمعنيين ووسائل الإعلام إلى مجلسه السبت الماضي، لمناقشة محاور عدة، بشأن مشاركة المنتخب، ونتائجه في «خليجي 22» بالرياض، واستحقاقه القادم في كأس أمم آسيا بأستراليا الشهر المقبل، وأهمية أن يكون لدورات كأس الخليج كيان قائم، يضطلع بتنظيمها، أسوة بالبطولات القارية والدولية، كان الحدث الأبرز في أجندة الاتحاد، رغم زحمة أنشطته طوال الموسم.. والأهم في المجلس حضور ذوي العلاقة من أطراف اللعبة، رغم غياب البعض والحضور الفاعل لوسائل الإعلام، وتجاوب أصحاب العلاقة مع محاور المجلس بشكل لافت أكثر من تفاعلها، مع جدول أعمال اجتماعات الجمعية العمومية بشقيها العادي والاستثنائي. ومن دون مقدمات، طغت ثقة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي في أبوظبي الرئيس الفخري لاتحاد كرة القدم، في مجلس إدارة الاتحاد واللاعبين وجهازه الفني مباشرة، بعد خروجه من البطولة، وعدم توفيقه في المحافظة على لقبه، وكانت حاضرة بقوة لما حمل في ثناياها من معانٍ سوف نلمسها في القادم من الأيام، وهذا ما تعودناه من قياداتنا التي تدرك قراءة الواقع والمستقبل وتثق بقدرات أبنائها دائماً، وفي كل الظروف، واستطاع سموه بحنكته أن يجمع أطراف اللعبة في ظرف استثنائي لمرحلة استثنائية بين حدثين كرويين، كلاهما تخص الشأن الكروي، ويعدان نبض شارعه منذ مشاركاتنا في كليهما كأس الخليج وكأس أمم آسيا، وتاريخنا الناصع معهما، رغم عدم الجمع بينهما، ولكن فطنة القيادة وحدت التفاف الجميع حول الهدف المشترك. مجلس لم يكن للحواجز النفسية وجود ولا للمجاملات مكان، ولا للحرج موطئ قدم، كما كان يسود، وكانت كل أطروحاته بأريحية بعيداً عن تصيد البعض، لتضارب ما ينادون به أمام وسائل الإعلام، وما يناقشونها خلف الأبواب المغلقة. حوار امتد على مدى ساعتين من الزمان، غطى كل جوانب المشاركات السابقة، وتفحص الإعداد للقادمة، واستعرض كل مقومات نجاحها من مدربين ولاعبين وحكام وجماهير، وخطط الإعداد من المعسكرات واللقاءات الودية، وتضافر الجهود الإعلامية التي أثمرت مع كأس الخليج، والمطالبة باستمرارها على النهج نفسه لمواصلة ما تحقق من نجاح على الساحتين المحلية والخارجية.