من أرض السلام، إمارات المحبة والوئام، تنطلق مبادرة جديدة باحتضان عاصمتنا الحبيبة مؤخراً اجتماع الأعضاء التنفيذيين لمنظمة «أديان من أجل السلام» بالتعاون مع منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، المبادرة التي أثمرت مجلس حكماء المسلمين الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له. المبادرة الجديدة أسفرت في ختام الاجتماع عن إطلاق خريطة طريق في مواجهة التطرف الديني الذي يضرب العديد من المجتمعات، وبالذات في منطقتنا العربية والإسلامية، وأغرقها في بحور من الدماء بسبب فتاوى ملتاثين متعطشين لسفك دماء الأبرياء وترويع الآمنين والمستأمنين ونشر الخراب والدمار أينما حلوا وأقاموا، وهم يتخفون وراء شعارات الدين الحنيف، وهو منهم، وما يدعون براء. لقد كانت هذه المبادرة الجديدة امتداداً لجملة من المبادرات النوعية الإماراتية التي عملت على مشاركة المجتمع الدولي التصدي للتطرف، وما فرّخ من إرهاب لا يستهدف مجتمعاً بعينه، وإنما يمثل خطرا حقيقيا على البشرية والحضارة الإنسانية جمعاء. وكانت الإمارات في مقدمة دول العالم التي استشعرت مبكرا خطر التطرف والإرهاب الذي يحمله، والذي لا يقتصر على منطقة أو إقليم أو دولة. ولم يعد خطره يتمثل في أولئك الذين غُرر بهم وتم استدراجهم لمناطق «الجهاد المزعوم»، بل بات الخطر عابراً للحدود والقارات بتوظيف تقنيات العصر ووسائل تواصله لهذه الغايات الإجرامية الإرهابية، ولعل أقرب أمثلته جريمة جزيرة الريم التي استهدفت أهم قيم مجتمع الإمارات المتمثلة في التسامح والتعايش، والأمن الذي ينعم به كل من على أرض الإمارات، وذهبت ضحيتها مدرسة أميركية، وتقصدت كذلك عائلة أجنبية أخرى. إن الموقف المتقدم للإمارات في مواجهة التطرف والحرب على الإرهاب، لم يقتصر فقط على الجانب العسكري والأمني، بل أولى الجانب التوعوي اهتماما خاصا لحماية وتحصين النشء من السقوط بين براثن ما ينصبه لهم الدجالون والمتاجرون بالدين. ودشنت في ديسمبر من العام 2012 مركز «هداية» في أبوظبي، ليكون «المؤسسة الدولية الأولى للتدريب والحوار والتعاون والبحوث في مجال مكافحة التطرف العنيف بكافة مظاهره وأشكاله، ولدعم الجهود الدولية لمنع الإرهاب ومكافحته».  وكان ذلك في أعقاب الاجتماع الوزاري الثالث للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في العاصمة حينذاك.