نسينا في انشغالنا الدائم بمشاكل الكرة السعودية التي فاقت في سياقاتها الدرامية كل الحدود في ظل التحزبات والتكتلات، أن جمهور الأخضر 30 مليون سعودي.. فمن يتابع الجدل الدائر قبل وأثناء كأس آسيا ربما كان على يقين أن جمهور أي نادٍ في المملكة أكبر من جمهور المنتخب، وهنا تكمن الأزمة لأن الجمهور الذي نعنيه امتد من المدرجات إلى الشاشات ومن العامة إلى النخبة، فصار الأخضر ظرفاً طارئاً في مسيرة الكرة السعودية، وهو الذي كان أصيلًا في مسيرة الكرة العربية بأسرها. نعم الأخضر صار ظرفاً طارئاً، واستثناء، في مسيرة الكرة السعودية التي باتت من أجل الأندية، والأخيرة لكل واحد منها جيوشه ومحللوه ومناصروه، ولأن ارتباطات الأخضر تأتي كاستراحات للكرة السعودية فقد اعتبرها أولئك وهؤلاء راحة من التشجيع وتفرغوا خلالها للنقد أو التجريح ويناصر كل ناديه في المنتخب. وهذه الحالة ليست وليدة اليوم لكن ميلادها تزامن مع تراجع واضح لحال المنتخب الذي كان رقماً في المونديال قبل تدهور الحال، ولم تكن مشكلة الأخضر في الشمراني الذي استبعده «الإعلام» ولم تكن صحوته فقط في مشاركة «السهلاوي» رغم الإجادة لكن حال الأخضر تجسد في «ضرابة» نايف هزازي والسهلاوي.. ثم في الصلح.. هكذا حال الأخضر.. إفاقة لا تدوم ومشاكل تصدر إليه من خارجه وتنال من وحدته وتركيزه. حملت تصريحات أحمد عيد رئيس الاتحاد اتهامات ذهبت إلى أصحابها الذين على حد تأكيده يعرفون أنفسهم ونحن لا نعرفهم.. الأصابع الخفية التي تعبث في الظلام، لكني أجزم أنه في أزمة الكرة السعودية، لن يقر أحد بينه وبين نفسه أن يريد شراً بمنتخب وطنه، ولكنه تماماً كتلك الدبة التي أرادت أن تخدم صاحبها فقتلته. التجارب من المفترض أنها ميراثنا الذي على أساسه نعمل، وميراث الأخضر يؤكد أن عشاقه حين كانوا معاً، وحين كان المنتخب أولًا، كانت الانتصارات والإنجازات ويوم غذت الشاشات روح التعصب للأندية، أوجدت في ربوع البلاد منتخبات كثيرة.. لكنه أخضر واحد لن تأتي الأحلام إلا من خلاله ومهما فعلت الأندية من إنجازات لا شيء يوازي فرحة الوطن. كلمة أخيرة: كان من المفترض أن أكتب اليوم عن مباراة منتخبنا الأبيض والبحرين لكنها جميعاً ألوان عربية، وما يجول في الخاطر لمنتخب بلادي ليس شرطاً أن يكون على الورق.. هو أيضاً دعاء ورجاء.