* عملية الدخول إلى مقاطع مختارة من لقاءات بعض الشخصيات والمشاهير، والتصرف فيها بـ«مونتاج» الصورة أو الصوت، وإعادة تركيبها من جديد، أصبحت نشطة بين متعاملي وسائل الاتصال الاجتماعي، بغرض الدعابة، وأحياناً بغرض الإساءة، والتشويه، كما حدث للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حينما اتهم جماعة «الإخوان المسلمين» باستغلال مقطع فيديو له، يقول فيه: إن الفنان عبدالحليم حافظ مؤمن، ويحب الرسول الكريم، وأغنيته الشهيرة «أبوعيون جريئة» كانت مدحاً له، فضحكت لأني تخيلت أن «قارئة الفنجان» هي خولة بنت الأزور، لكن الحقيقة كما يرويها عبدالحليم نفسه من خلال تسجيل قديم، أنه ذهب مرة للمولد، وسمع جماعة صوفية تستخدم لحن أغنية «أبوعيون جريئة» في مدح الرسول الكريم، بعد تغيير كلماتها إلى «روحوا له.. روحوا له.. روحوا له المدينة»، وقد أداها عبدالحليم بنفسه في تسجيل نادر، وليس غريباً على عبدالحليم فقد تغنى بذكر، ودعاء، وتسابيح دينية غاية في الروعة، كما أن الكثير من الملحنين، خاصة عبد الوهاب، عمل تقاسيم على المقامات، لكثير من المقرئين، مثلما فعل لعبد الباسط عبد الصمد في قراءات قصار السور، لكن وقتنا هذا أصبح الكذب على الشرفاء أمراً هيناً، ولا يستحى منه! * تسلمت الناشطة الباكستانية المناصرة لحقوق تعليم الفتيات «ملالا يوسف زاي»، والناشط الهندي في مجال حقوق الأطفال «كايلاش ساتيارثي» جائزة نوبل للسلام مناصفة، وهي المرة الثانية التي تنال فيها باكستان جائزة نوبل بعد فوز «محمد عبد السلام» عام 1979 في الفيزياء، ويذكر اسمها بعيداً عن الإرهاب والتفجيرات، مدينة «ملالا» «مينجورا» فرحت بفوز الفتاة ذات الـ17 ربيعاً، كأصغر فائزة بجائزة نوبل في تاريخها، والتي أخرجتها قبل سنوات رصاصات الجهل والحمق وفرض الحجاب، ومنع البنات من حق التعليم، والتطرف الديني مشوهة بين الحياة والموت، حينما تسللت رشاشات طالبان لحافلة مدرسية، غير أن قوى الخير والحق والجمال وقفت معها حتى تشافت، وأسمعت العالم صوتها، وهي اليوم تعود لمقعد دراستها بعد أن أعطت البلاد، ومن يناصرون المعرفة صيتاً دولياً، ومنحت مدرستها وزملاءها، وكل طلبة باكستان قوة إيمانية، وطاقة نورانية ضد الجهل والظلام! * الجحافل والحشود والجماهير الإيرانية الكبيرة والتي تربوا على مئات الألوف المؤلفة، اخترقت الحدود العراقية مندفعة، ومخترقة الموانع دونما إذن دخول أو جوازات سفر أو هويات بمناسبة إحياء أربعينية عاشوراء، ماذا يمكن أن نسميه غير بلطجة سياسية، وهوان دولة، ولا عزاء للعراقيين!