بينما كنت أنتظر سيارتي في فندق القصر، بعد مشاركتي في افتتاح مهرجان دبي السينمائي، والذي يحتاج وحده إلى مجلدات حتى أصف روعة ودقة تنظيمه بسواعد أبناء وبنات الإمارات، جاءتني مجموعة من الإماراتيين يحملون «كاب»، عليها «كلنا معك يا الأبيض»، وبادرني أحد الشبان بالقول إن زميلته «وكم تمنيت لو تذكرت اسمها»، وأتذكر أنها من الفجيرة هي صاحبة فكرة دعم المنتخب الإماراتي في «خليجي 22» بهذه الطريقة، وهي بمساعدة بعض الشباب والبنات، تمكنت من كسب دعم كبير من القيادة، لدعم كل المنتخبات الإماراتية التي تشارك في بطولات مهمة، ولن يقتصر الأمر على الشعارات والكابات والقمصان، بل هم يفكرون يومياً بطرق أخرى مبتكرة، ويعدون مفاجآت، أعتقد أنها ستكون سارة جداً خلال مشاركة الأبيض الإماراتي في نهائيات كاس أمم آسيا بعد أيام عدة، والجميع متشوقون للسفر إلى أستراليا، رغم مشاغلهم وانشغالاتهم الدراسية والمهنية، وهم يحثون كل من يعرفونه على السفر ومؤازرة المنتخب، ويحاولون جاهدين المساعدة في حجوزات الطائرات والفنادق، وحتى تذاكر المباريات، وينسقون مع أي جهة يمكن أن تساعدهم في ذلك، وهم على ما يبدو لا يكلون ولا يملون، ويطرقون أي باب، والأجمل أن الجميع يستقبلهم، وقالوا لي، إنه لم يحدث أن أغلق أحدهم الباب في وجههم أو صدّهم، وهو كلام يحمل الكثير من المعاني، وأولها الدعم والمساندة من القيادات العليا وقيادات الصفين الثاني والثالث لكل مبادرة في حب الوطن، ومن يمثل الوطن، وهي تعني أيضاً الشعور الوطني العالي لدى الشبان والشابات، ومحاولة إيجاد أفكار خلاقة للتعبير عن الحب والمساندة. والأهم من كل هذا أن كرة القدم لم تعد محصورة فقط على الشبان وفئات عمرية معينة، بل باتت همّاً واهتماماً وطنياً يشمل كل شرائح المجتمع، وهو ما يضع على كاهل مهدي علي ولاعبيه مسؤوليات، إضافية، أنا متأكد أنهم يعونها ويعرفونها، ولهذا سيحاولون تقديم كل ما عندهم من طاقات ومهارات، خلال أمم آسيا التي لم تحرزها الإمارات أبداً، وهي فرصة ليس للتتويج، بل لتقديم ما يُفرح المجتمع كله، هذا المجتمع الذي صفق لهم حتى بعد خروجهم من نصف نهائي «خليجي 22»، لأنه كان خروجاً مشرفاً، ولم يعتب أو يغضب عليهم أحد لا من المسؤولين، ولا من الإعلام «الذي يجلد جلداً في بقية دول المنطقة والعالم»، والكل يقفون صفاً واحداً وراء الأبيض، ولهذا نتوقع ونتمنى له أن يعكس صورة بلده المتميزة في كل شيء، وكرة القدم إحدى علامات التميز الإماراتي.