في العيد الوطني عبر الناس شيباً وشباباً عن فرحتهم كل بطريقته وأسلوبه، ولكن البعض بدا بسلوكه غريباً وعجيباً ومريباً، فأصبحت المرافق العامة والتي صرفت الدولة عليها الملايين من أجل إشاعة الجمال في بلادنا مكاناً مشاعاً للخسف والنسف والأسف، شعرت بأن الحزام الأخضر والورود التي تطوق خاصرته يشكو الهوان جراء الأقدام الفوضوية التي داست على أطرافه وأهدابه، شعرت بأن البعض جاء ليفرح على حساب ابتسامة الورد واخضرار العشب، البعض أغرق الأماكن الجميلة ببقايا أنابيب الرش والأوراق وحتى محارم الورق والفضلات، كل هذا الركام زحف على صدر المكان فأحاله إلى مزبلة كبيرة، ولا أدري ما علاقة الفرح بمناسبة، كان ينبغي أن توقظ الروح الوطنية والانتماء إلى الوطن بدلاً من خراب الأيدي ويباب القلوب، كان ينبغي على كل مقيم ومواطن أن يتحدى نفسه ويثبت بالدليل المادي أنه جاء إلى أماكن الاحتفال ليعبر عن حبه للمكان وارتباطه به، والحفاظ على كل ما يحتويه من ممتلكات عامة. مظهر غير حضاري عبر عنه أصحاب ثقافة شائهة وأفكار ملوثة بالفوضى والعبث، مظهر بين للناس أن البعض لا يعرف كيف يفرح وكيف يعبر عن سعادته في مناسبة عزيزة على كل مواطن ومقيم، لأنها مناسبة عيد الوطن، هذا الوطن الذي أسخى بالنفس والنفيس من أجل إسعاد الناس جميعاً، ونشر ثقافة الجمال والحب والاعتناء بكل ما يحيطه المكان.. هذا الوطن الذي مدّ الإنسان بكل ما يجعله إنساناً مختلفاً وإنساناً مترتعاً بعوامل البهجة والسرور.. هذا الوطن الذي يستحق أن نحزن عندما نجد عبث العابثين يمتد إلى شرايينه الحية وعندما نرى البعض يخرب ويجرب فرصته على حساب مكتسبات تستحق حمايتها ورعايتها، والحفاظ عليها بكل ما نملك من إرادة وعزيمة، لأنها مكتسبات جيل حاضر، وأجيال قادمة، يجب أن تفرح بجمال بلادنا ويجب أن تفخر أن الإمارات بلد الامتياز والمميزات التي لا يحظى بها أي إنسان في العالم. الإمارات عزيزة ويجب أن نعزها بأدب التعامل مع المكتسبات.