ها هي السنين تتوالى عاماً إثر عام؛ تتلو سيرة الوطن وهو يرتقي ويدلف في عمق الزمن ويشكل حضوراً باهراً في كل مكان وجهة ومجال. الفرح الإماراتي يأتي سنوياً ليؤكد عمق وقوة الترابط واللحمة بين مساحات الخريطة الإماراتية التي تزهو وتتزين وتخرج بأجمل وجوهها في يومها الكبير، يومها الناصع كخيوط الشمس، وبريق السيف، وصافياً كماء. الثاني من ديسمبر، هو يوم الوطن بعزه وكبريائه وشموخه، يوم الوحدة، الوحدة الكبرى، الوحدة عميقة الجذور، المشيدة في رحاب التاريخ، حيث تُشكل الأعوام الثلاثة وأربعين اعترافاً بنجاح هذه التجربة الوحدوية التي تعد رمزاً وعلامة يشار إليها كنموذج متميز في التجارب الوحدوية للشعوب. في الثاني من ديسمبر امتزجت القلوب والأرواح، ومضى الجميع يغرس ويبني ويسجل سيرة الوطن؛ تمضي الخطوات خطوة خطوة، تؤسس وتعمل وتحصد النجاحات، ويرفرف العلم عالياً خفاقاً. اليوم الوطني، هو يوم الفرح الإماراتي بامتياز، حيث يُعبّر الجميع عن مدى المحبة، والإخلاص لهذا الوطن، اليوم الوطني هو يوم تأكيد الولاء لوطننا الغالي، وطننا الذي تهون الحياة لأجله، هو يوم الاحتفال بدولة الإمارات العربية المتحدة التي تتسع للجميع، حيث يسود الأمن والسلام والتجانس فيها بين الثقافات المختلفة، التي تشارك أيضاً في هذا اليوم وتعبر عن حبها وامتنانها لدولة الأمارات العربية المتحدة.. دولة المحبة والسلام والتسامح. الثاني من ديسمبر هو يوم يدخل في أجمل أشهر السنة، حيث يكون الطقس معتدلاً وجميلاً ومغرياً للفرح، شهر فيه الاحتفالات تتوالى بدخول العالم إلى سنة جديدة، في هذه الأجواء كلها يأتي الفرح الإماراتي وكأن الأيام تتضامن كي تقدم المحبة. *** في الفرح الإماراتي رفرفت الأعلام، انطلقت المسيرات، أنشد الجميع نشيد الوطن، الوطن الذي علينا جميعاً صونه ورعايته والحرص والخوف عليه، علينا جميعاً أن نصر على بقائه ناصعاً شامخاً، ليس عبر الكلام فقط، ولكن بالفعل الذي يكرس حضوره البهي، بالسلوك الذي يرفع ولا يحط، بالسلوك الذي يصر على احترام الوطن بقوانينه وعافيته وخيراته لتنعم الأجيال في رحابه ويدوم ويبقى اتحادنا كما هو نموذج يحتذى به في التجارب الوحدوية، تبقى أرضنا، أرض الأمان والمحبة والسلام والتسامح.