الإعلام لغة السيادة والريادة والفرادة، لغة تحلق على أجنحة الوطن إلى الوطن ومنه، ولا نجاح للإعلام إلا إذا اعتمد لغة الانتماء إلى وجدان الناس الذين نبتوا على أرضه كأشجار الغاف سامقة مظللة على رؤوس العاشقين، مجللة أفئدتهم بالحب والولاء لوطن الوفاء، مكللة عقولهم بدوافع الإبداع واليراع النقي الصافي المصفى من شوائب وخرائب، الإعلام لا تنمو أعشابه إلا بسقيا النابهين، الذاهبين بالمضي نحو النون والقلم من دون سأم ولا سقم، القابضين على جمرة الهم الوطني بكل جسارة وعزم، المزدهرين بالحيوية وحياة التفاؤل، المزخرفين بألوان السحاب الهاطل، الغارفين من هطول الغيث ومن بريق النجم وجموح الخيل الصاهل. الإعلام مثل جواد أصيل، إن أكرمته أعزك وإن قهرته ذلّك، وإن سمته بالفكرة المدللة، دلّك إلى طريق الأنوار والأدوار العالية. الإعلام هكذا هو مركب وكوكب ومنكب وباحة وسيعة ومحيط لا ينال المجد فيه سوى الذين تطوروا فكراً، والذين آثروا ألا يكونوا إلا جنوداً لصاحبة الجلالة، والشأن الرفيع، الإعلام قدرة الذين عرفوا أن الحب كلمة صادقة وجادة مخلصة، منتمية إلى التراب، متفانية من أجل الوطن، لا تردعها لائمة في قول كلمة الحق. الإعلام بوح العشاق وتوق الأعناق وصبوة الأحداق وسعة الآفاق وصولة الجياد لصون الحمى وحفظ الود مع الآخر واحترام الكلمة كونها النعمة التي منّ الله بها على خلقه دون سائر الكائنات.. الإعلام جرأة الحقيقة في اكتشاف كنوز الحق والوصول بالرأي إلى جادة الصواب.. الإعلام علم يرفع اسم الوطن إلى سماوات العلا.