أسئلة تنتصب في عقلي ودهشتي، كل يوم وكل لحظة، لم أجد لها جواباً في آلاف الكتب التي قرأتها منذ صباً غافلا وعلى مدار عمري، التي أبدعتها الحضارات البشرية المتنوعة الغايات في كل مجالات الحياة: لماذا يستلذ الإنسان بقتل الآخرين؟ ولماذا يستلذ بقتل نفسه تحت سطوة وهم مضلل؟ وهل نستلذ حين نقتل أو يقتل أبناؤنا؟ لماذا نستلذ بقتل جارنا وأهلنا ونسميها «الحرب الأهلية»؟ ولماذا نتقاتل لأننا مختلفون في الانتماء إلى هذه الطائفة أو ذلك العرق؟ ولماذا تقتل طائفة طائفة أخرى إذا كانتا تنتميان إلى دين واحد؟ ولماذا ترى طائفة أنها الحق والطائفة الأخرى ضالة فيستباح قتلها؟ ولماذا تقسمنا المفاهيم إلى طبقات تستبيح دم بعضها؟ ولماذا يرى كل عرق عرقاً آخر أدنى منه ويستبيح دمه؟ ولماذا نجتهد في ابتكار وسائل القتل وأسبابها؟ إذا كان إله البشر واحداً فلماذا سخر البعض لقتل البعض؟ ولماذا نبتكر أيدلوجيات وأفكاراً وعقائد تبيح القتل وتستلذ بسفك الدم؟ ولماذا نظن أن الشجاعة لا تعبر عن نفسها إلا بقتل الآخر؟ ولماذا نغدق على الأسلحة الملايين، والملايين جوعى؟ ولماذا يموت طفل جائع بين ذراعي أمه ويشتري بثمن رغيفه رصاصة؟ ولماذا ينتزع الفتيان من أحلام حياتهم ليقذفوا بين رحى الحروب؟ ماذا تقول الأم حين يعود ابنها جثة أو مبتور الأعضاء؟ وأية كنوز يمكن أن تعوض أماً عن فقد ابنها؟ وكيف غرر بالنساء صانعات الحياة والسلام ليصبحن قاتلات؟ ولماذا لا ترتفع أصوات النساء في العالم ضد شهوة الدم؟ وهل تبنى الحضارات بشهوة الإبداع، أم بشهوة الدم؟ ولماذا لا توجد لغة أرقى وأسمى لفض النزاعات من لغة الدم؟ وهل تكمن شهوة القتل عند الإنسان، في كيميائه البيولوجية أم في تربيته الثقافية؟ كم عدد المقابر منذ فجر البشرية، نسبة إلى عدد المنجزات الإبداعية؟ ولماذا يموت البعض قتلًا ويموت البعض جوعاً؟ ولماذا يصدق البعض أن أماً تزغرد حين يعود ابنها قتيلًا؟ ولماذا بقيت البشرية منذ فجر التاريخ تفني جنسها؟ الحروب، سباق التسلح، الفتح، الغزو، الاحتلال... يااااه! أي قبح وبشاعة، أية وحشية ضارية، تكمن في هذه المفردات؟