في يوم الأوائل، تفتحت أزهار القلب وأثمرت أشجار الحلم، وبات الزمن يطوي سجله على فرحة وبهجة، وباتت اللحظات مثل فراشات تحوم حول الرأس، ملونة لعيون برفرفة أزهى من تاريخ الحضارات بمجملها. في يوم الأوائل، تسارعت دقات القلب، لتحصي عدد الذين سيقفون أمام اللحظة الحاسمة، ويقطفون ثمار سنوات الجد والإجادة، وجودة التفاني من أجل وطن أحب أبناءه فأحبه الله، فأعطاه من خيره وفضله، وباتت النفوس الزكية، تتعطر من عبق الألفة والمحبة، باتت القلوب تضع حناء الفرح، وتنشد للآتين، بأن من يعطي ثياباً ولا يخيب أملاً، من رفع كالطير أنشودة الخلود. في يوم الأوائل، كانت الكراسي تحمل المكدودين، على أكف الهوى وتبعث بهم نحو سارية البذل والمكافأة حتى علا التصديق، والتصفيق عالياً، محتفلاً محتفياً بالذين جاؤوا ليرشفوا من قطرات النجاح أعذبه وأسهبه. في يوم الأوائل، ضحك الصباح منتشياً، منتعشاً، يحيي الذين فازوا بالكرم والذين صافحوا يد الكريم ساعة التكريم، والذين أيقظ الحب في نفوسهم، سنوات مضت وسنوات ساهمت في تواريهم عن أضواء اللقاءات المبهرة. يوم الأوائل، كان فندق أبراج الاتحاد، يزخر بالنجوم والغيوم، وتزهر باحاته الرخامية، ببريق الوجوه النيرة، تزهر بعفوية الآتين من زمان بعيد، الهابطين كطيور نورس، عرفت شواطئها، فجنحت لأجل التقاط حبات الحلم، عند سواحل فاحت رمالها، بعبق الحب والوفاء ورخاء المشاعر الأبية.يوم الأوائل، كانت السماء تبلل الأرض، بالنثاث، وتفسل وجوه الأوفياء بنعيم عطائها، والشجر يرفرف بأجنحة الخضرة اليانعة، والطير على الجانب الآخر، يصفق مرحباً بالنجباء، مهللاً طرباً، لأن الإمارات دائماً في حالة تفانٍ ومثابرة من أجل الامتياز، والاصطفاف إلى جانب النجوم.. يوم الأوائل، هو يوم الولاء للصادقين، يوم الانتماء إلى كل ذي عهد تليد ومجيد.. يوم الأوائل يوم من أيام الإمارات، المزدهرة، بالنظرة الثاقبة إلى كل جميل وأصيل ونبيل.