لعل أجمل هدية لشعب الإمارات والمقيمين فيها بأجناسهم وجنسياتهم المختلفة التي تربو على مائتي جنسية، بعد ما فجعت فرحتهم بالعيد الوطني، وعكرت متعتهم بإجازاتهم العائلية، هي إلقاء القبض على من سولت له نفسه ارتكاب تلك الجريمة البشعة في حق إنسانة بريئة وأطفالها الصغار، بأقصى سرعة، وفي وقت كان يسابق الوقت، وبوسائل عصرية متطورة، وأجمل خبر زُف لكل مواطن ومقيم في هذه الدولة الآمنة المطمئنة، هو خبر ملاحقة الفاعلين، وتطويق خططهم، والوصول لهم في عقر دارهم، وعلى مرأى من الناس، وذلك من أجل إثبات تلك الثقة التي بين الناس من مواطنين ومقيمين، يعيشون كفسيفساء متجانسة على أرض الإمارات، وبين أجهزتنا الأمنية الوطنية كافة التي كانت على قدر من الحيطة والفعالية والإجراء الانقضاضي، حتى أشادت الصحف وأجهزة الإعلام الغربية بأن الإمارات كانت وما زالت وطناً للمحبة والألفة والسلام والتسامح، ومن رأى سمو الشيخ سيف بن زايد خلال الأيام العصيبة الثلاثة، يجد أن وجه الرجل، كان ليله مثل نهاره، وأنه مستنفر الساعات الطوال، وأنه أول جنوده، وآخرهم، كان الأرق والإرهاق بادياً عليه، رغم وسامة الفرسان التي يتسم بها، وتبدو على محياه، فالشكر له ولكل من عمل معه، ليخلقوا تلك الطمأنينة من جديد ويولدوا حس الأمان الذي يشعر به الغريب قبل القريب، كانت كل قيادة الإمارات منشغلة ومهتمة بالحدث، وتسترشد بالحكمة، وعدم إشعار الناس بأي قلق أو خلق أي ارتباك، فكانت التوجيهات واضحة، والإرشادات جلية، وهو ما شعر به الناس، ولم يشعروا بغير الانسيابية، واستمرار الفرح بالعيد الوطني، وابتهاجاته، لكن وكعادة في الناس لا يمكن أن يتخلوا عنها، وهو نوع من الفضول الإنساني، يظلون يركِّبون السيناريوهات المختلفة، وقد تصيب بعض تلك السيناريوهات أشخاصاً وأسماء دون أن يبالوا، أو يمكن أن يخلقوا أحداثاً لا تمت للواقع بصلة، وهنا يكثر القيل والقال عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وتكثر الشائعات في ظل الفراغ الإعلامي، وعدم وصول المعلومة الموثوقة، ما يحدث الهرج، ويصيب بعض الناس بشرر. دائماً سنمجّد الاحترافية التي تم التعامل بها ومعها خلال تلك الأزمة الطارئة، لأنها أبقت على الأجواء كما هي، وسارت كما خُير لها أن تسير، لكننا سنقف عند مسألة مهمة، وحيوية في العالم، لا دخل للحرية الشخصية، ولا للتعاليم الدينية، وهي مسألة التنقب، وإخفاء كامل الملامح، والتلاعب بالوزن والحجم، وتغيير خلق الله، من أجل تنفيذ جريمة أو عمل إرهابي.