تتشابك الأحداث الرياضية مع بعضها، فنتابع كل حدث بنصف عين، ونبقي البقية لأحداث أخرى وعلى الرغم من أن بطولة كأس آسيا لكرة القدم هذه الأيام هي شغلنا الشاغل، إلا أن اختيار أفضل لاعب في العالم سرق الكثير من الضوء والمتابعين، وسط حالة من الترقب حسمها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي فاز بالجائزة عن استحقاق، بعد أداء استثنائي، وحصاد وفير في أكثر من اتجاه. وفوز رونالدو، وقبله الكثيرون من أبناء أوروبا وأميركا اللاتينية تحديداً باللقب الأغلى، كشف حالة الفقر الآسيوي في اللاعبين القادرين على اقتحام هذا العالم الذهبي، ولعل لاعبي آسيا، وقد تجمع صفوتهم في أستراليا هذه الأيام قد شغلهم واقعهم وخروجهم من حسابات الجائزة التي لم يسبق لأي لاعب آسيوي الحصول عليها، على عكس القارة الأفريقية التي حظيت بهذا الشرف من قبل، عن طريق النجم الليبيري المعتزل جورج ويا، الذي توج بلقب الأفضل في العالم عام 1995، كما حصل على المركز الثاني عام 1996، كما حصل صامويل إيتو على المركز الثالث عام 2005، وصعد إلى منصة تتويج أفضل لاعب في العالم إلى جوار رونالدينيو «الأول»، وفرانك لامبارد «الثاني». وتبقى المزاحمة الأفريقية أمراً تفاخر به القارة السمراء حتى لو كان شحيحاً فيما نقف نحن في آسيا موقف المتفرجين والمصفقين، وفي اعتقادي، فإن الاحتراف محوري في تلك المسألة، ولا تزال آسيا على الرغم من تطور اللعبة الذي دب في أوصالها تعاني ندرة لاعبيها في سوق الاحتراف، وهناك مناطق كاملة على خريطة اللعبة يمكن القول، إنها معطلة تماماً على عكس قارة مثلاً، كأوروبا التي لكل دولة فيها وزنها الكروي وحتى أفريقيا التي باتت سوقاً رائجة للاعبين المهرة والنجوم السحرة. أعتقد أن آسيا عليها أن تعمل كثيراً لتحقيق هذا الطموح وأول الطريق بفتح الباب أمام الاحتراف فلن تصطاد شيئاً دون شباك ونجوم في الدوريات الكبرى التي تحتكر نجوم العالم. بقي أن نهنئ كل عشاق رونالدو والريال، فاللاعب البرتغالي يستحق ما ناله بعد عطاء ضخم وإنجازات كبرى، لا سيما مع النادي الملكي الذي سجل له 56 هدفاً، إضافة إلى 17 في دوري الأبطال، ودولاب حافل من البطولات والألقاب. كلمة أخيرة الذهب غالي الثمن والأفضل حرفة لا يجيدها الكثيرون