عندما يدين القضاء قاتلة المعلمة الأميركية، فإن الإعدام هو «الجزاء العادل» في حق المجرمة، ولاشيء غير هذا الحكم يمكن أن يقبله مجتمع مسالم اختار التسامح والعيش المشترك واحترام الآخر. الجريمة التي صدم بها المجتمع عشية احتفالات الدولة باليوم الوطني 43، ووسط أفراح المواطنين والمقيمين بهذه المناسبة الوطنية الغالية كانت غريبة جداً، ومستهجنة، فخبر مقتل المعلمة الأميركية في دورة مياه مركز تجاري في وضح النهار لا يمكن تخيله في بلد يعيش فيه الجميع بسلام. أما المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالأمس، وكشفه تفاصيل الجريمة، وإعلانه عن إلقاء القبض على الجانية، فقد حمل مفاجآت أكثر للجميع، عندما علمنا أن القاتلة مواطنة إماراتية، وأن سبب قتلها المعلّمة فقط، لأنها أجنبية، وبهدف زعزعة الأمن وإثارة القلق..ولم تكتف الجانية بهذه الجريمة البشعة، بل خرجت بدم بارد بعد قتلها المعلّمة لتضع عبوة عند بيت طبيب أميركي اكتشفها ابنه قبل انفجارها! هذه المتنقبة لم تقم بجريمة واحدة، وإنما بجرائم عدة كلها غريبة على مجتمع الإمارات، كما أنها لا يمكن أن تكون من دون دعم خارجي، ومن دون تخطيط مسبق، وهذا ما قد تكشفه التحقيقات خلال الأيام المقبلة، وما تحمله اعترافات المتهمة. لقد فات القاتلة أنه لم يكن عليها أن تعبث على أرض الإمارات، فقبلها من حاولوا العبث، فتم كشفهم وإلقاء القبض عليهم، وتمت محاكمتهم، وإنزال العقوبة عليهم.. ومهما تغطت هذه القاتلة بالنقاب المزيف، أو غيرها بأي وسيلة للاختفاء، فإنه لن يفلت من يد رجال الأمن الساهرين على حماية هذا الوطن. تعازي شعب الإمارات وكل المقيمين على أرضها نرسلها لأسرة المعلمة التي راحت ضحية هذه «الإرهابية»، وإن كان هناك نقطة ضوء في هذه الجريمة البشعة، فهي في نجاح رجال الشرطة في الوصول إلى القاتلة في أقل من 48 ساعة، والإعلان بكل شفافية عن تفاصيل الجريمة للإعلام المحلي والخارجي.. وفي هذه الخطوة رسالة طمأنينة لكل من يعيش على أرض الإمارات بأن الشرطة هي العين الساهرة، وهي في الوقت نفسه، رسالة تحذير لكل مواطن ومقيم وزائر، مفادها أن العابث في هذا الوطن لا ينجو بجريمته، سينال مصيره المحتوم سريعاً.