غمرت مشاعر الفخر والاعتزاز والاطمئنان الجميع، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، يكشف في مؤتمره الصحفي أمس، ملابسات وتفاصيل جريمة «شبح الريم» التي هزت المجتمع، وذهبت ضحيتها مقيمة أجنبية. مبعث تلك المشاعر تأكيدات سموه التزام الإمارات بصون الحياة البشرية والإنسانية أينما احتاج وتطلب الأمر للحفاظ على هذه الواحة آمنة مطمئنة، وردع كل من تسول له نفسه محاولة العبث أو المساس بأمنها، تنفيذاً لرؤية القيادة الحكيمة بأن تظل الإمارات أرض الأمن والأمان لأبنائها والمقيمين على أرضها. لقد كان حرص سموه على عقد المؤتمر الصحفي وحضوره الشخصي، رسالة للجميع ليس فقط حول ذلك الالتزام، وإنما للتأكيد على عدم السماح بأي محاولة للعبث بالأمن. ومبعث الفخر والاعتزاز برجال العيون الساهرة، وما يتمتعون به من يقظة عالية وجاهزية كاملة أتاحت التوصل إلى المشتبه بها في أقل من 24 ساعة رغم التدابير التمويهية التي قامت بها «شبح الريم» لإبعاد الأنظار عنها لتمضي باتجاه جريمة أخرى للنيل من عائلة مقيم أجنبي آخر بزرع قنبلة قبالة مقر سكنها. الجريمة محل استنكار جميع أبناء هذا الوطن والمقيمين على ترابه الطاهر، وكانوا على التفاف وتلاحم مع رجال الأمن، وهم يتفاعلون معهم من خلال خدمة «الأمين»، وكان ذلك محل تقدير الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان. كما كانت هذه الجريمة مناسبة لمراجعة الكثير من الممارسات، وإيجاد حلول لمنع إساءة استخدام النقاب في تنفيذ مثل هذه الجرائم. وهو أمر بحاجة لتوعية أفراد المجتمع به، خاصة أن هناك من يحاول خلط الأمور باستغلال الدين. وقد كان للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف موقف واضح حول موضوع النقاب، وأصدرت قبل سنتين كتيباً عنوانه «النقاب عادة وليس عبادة». وعلينا جميعاً عدم الانجرار وراء ما يروج له من نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين والفضيلة، فهناك مرجعيات للفتوى تتمثل في مركز الإفتاء بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وهم أعلم منا بالأمر. وكل ما يهمنا صون أمن الإمارات، فهو خط أحمر غير قابل للمساس أو العبث، وشكراً مجدداً لرجال العين الساهرة، وحمى الله إماراتنا من كل شر.