ما إن تنطلق بطولة كأس آسيا، إلا وتبدأ معها صيوان العزاء، في أغلب وسائل الإعلام العربية المشاركة منتخباتها في البطولة.. تتكرر العبارات نفسها، وتعاد التصريحات نفسها، ونستعين بكل ما قلنا أو كتبناه من أربع سنوات إلى الواجهة من جديد، الجميع يتحدثون عن التجرية اليابانية.. وعن سبب دخول أستراليا للقارة.. وطريقة هزيمة كوريا الجنوبية، ونطرح الأسئلة نفسها، لماذا هم أقوى؟.. ومتى نتعلم منهم؟.. أسطوانة مشروخة وجربة مقطوعة.. وأسئلة مستهلكة، وكلام يسمم البدن من الضجر!. ألم تتعبوا من هذا الموضوع.. لماذا هذا النواح، وهذا الطرح الملل في القضية التي باتت طبيعية.. فإن خسر منتخب عربي، ظهر العنوان التالي: وأسفاه!.. لماذا وأسفاه إنها كرة قدم.. ولماذا هذا التباكي أصلاً!. اليابان أفضل منا في التكنولوجيا، فلو قدمت يوماً جهازاً لوحياً بطريقة فريدة، هل سيظهر مانشيت عريض في الملحق الاقتصادي لصحفنا بعنوان: وأسفاه اليابان اخترعت جهازاً جديداً!. لماذا نجلد أنفسنا ونحول رياضتنا إلى نكد.. ونصور واقعنا بالمرير، ونسمي أنفسنا بالمتخلفين والمتراجعين عن ركب آسيا، فهل بتصعيد الأزمة سنحل المشكلة، وهل بهذه الطريقة سنستفز المسؤولين، ونجعلهم يعملون أكثر.. طبعاً لا!. في اليابان لا يوجد لديهم إعلام متعصب.. ولا يوجد لديهم لوبي يعمل ضد الآخر.. ولا يوجد إعلامي يذهب لتغطية بطولة بهدف فبركة فضائح على منتخب بلده.. ولا يوجد مشجعون يتحولون إلى مهرجين إذا ما تقابل غريمهم التقليدي المحلي مع فريق خارجي، ويشجعون الفريق الأجنبي بقوة مثلما حدث في نهائي دوري آسيا الأخيرة. في اليابان مثلاً، لا يعزف الجمهور عن حضور مباريات منتخبه أو فريقه بسبب سوء النتائج، أو عدم فتح أبواب الملاعب بالمجان للجماهير. في اليابان مثلاً لا يعترض المشاهدون إذا ما تطبيق فكرة التشفير، كل شيء لديهم مختلف عنا ليس في اللاعبين والإداريين فقط.. بل حتى في الإعلاميين والمشجعين والنقاد ومحللي الاستوديوهات ومراسلي الملاعب والميادين. كلمة أخيرة من السهل أن تطالب غيرك بالتغيير.. ولكن الأصعب أن تعمل أنت بذلك.