في سعادة الفرح نستلهم من الماضي خطوطاً جميلة تستند على ذاكرة السنوات، فمنها أيام شاهدة وأحياء خالدة وصور عابرة وبيوت صغيرة كبرت ووجوه التصقت بالمشهد التنموي، الذي هو المكوّن الحقيقي لتقبل الحياة وامتدادها أفقيا، فكنا على أعتاب الثمانينيات.. حينها كانت بيوت منطقة الروضة بأبوظبي نضرة وجلية أمام نسمات تولد من عبق البحر وتعانق طيور النورس.. إنه مشهد بدا في ديسمبر يلامس شغف الفرح وبه تشتعل شموع الوطن. صورة فانتازية زاهية بألوان متوجة بالزهو الخلاب. أيام عطرة مرصعة بالبدء، متجسدة بروح الزرقة وأثرها على المكوّن والمكان الذي هو العشق المتلألئ للبحر والبحّار. هذه الصورة تتكرر بألوان العلم وانسيابها عبر الزمن الذي لم يطمس أحلامنا بل شكلها عبر رصيد الذكريات. في صورة ديسمبر تتجسد صورة معاناة الأجداد، وتمثل في صوت الغواص حين كان يعاتب النهام، وحين كان النوخذة يحدد المواعيد ويكتب للعيان. ومازالت الصورة ماثلة والفكرة ترسم سمات الحياة.  في ديسمبر، لدينا سمات ترسم البداوة وروح الصحراء المتجسدة بالحكمة والحنكة، فلا ننسى الماضي، فمنه استقت الأرض وكانت جدباء، وبسواعد الانتماء تم البناء بمعانقة الحياة، وبأصالة أرض الأجداد الأوفياء. في ديسمبر، تتجدد خلايا المدى الذي يؤطر الحياة بمستقبلها المشتق من العزيمة والسعادة، المتفرع من القيم والشيم، وكأننا أمام ضوء يزف الحياة إلى الرقي والتقدم في كتابة مجد الحضارة على رمال صافية نابعة من خيال جسور، أو هكذا نقرأ الإمارات على مر العصور، وهي متجسدة في كيانها العملاق وصورتها الخرافية ولون المنجز الذي أعاد أساطير المدن.  في ديسمبر، نقرأ حياتنا من جديد، نرى مسافات الحلم الجميل جسدها الزمن روعة، وكتبها التاريخ أمتيازاً، فأخذت منا العالمية مأخذاً جميلاً، فلا ينسى العالم انجذاب (أرينا) إلى الإمارات. وفي طموح نافذ نرى مشاريع (مصدر) وقد كتبها النجاح، ومثلها جسد العالم ثقته في الإمارات ومنحها مهمة (اكسبو 2020) ومن قبل أيقونة السباقات العالمية. في ديسمبر، يتزيّن أعلى الأبراج وأصدقها طولا وأتقنها جمالية وفتنة، كي يستلذ العالم من معالمه.. إنها الإمارات قلب العالم النابض بالزهو والحقيقة. ويوماً بعد آخر تتأصل الفكرة وتتناغم مع الطموح والحكمة من أجل الانفراد بالطليعة والريادة والعمل المكمل للحضارة التي استقت من الماضي.