• هناك كلمات صغيرة عندنا يمكن أن تختصر حياة شخص، ويمكن أن تلغي تعبه ومجالدته للحياة، ويمكن أن تقصيه من مركز مرموق، وتضيع نصيبه من الدنيا، مثل: «طبّه.. خله يولي.. إيهبي»، ثم يمضي قطار العمر يا ولدي! • في وجوه تأتي بالفقر غصباً عنها وعنك، شوفتها تعشي العين، الوجه مغّبر ورمادي غامق، والنظارة المعدلة درجة طول النظر غير مستقرة على الأنف المنزلق برطوبته دائماً، والهاتف القديم ساد صماخ الأذن، والشنب فيه تقاسيم الشعر الأبيض والأسود والمحنى من الصبغ، ودخان سيجارة وطنية لا ينقطع، لديه مشاكل في البلد تكاد لا تنتهي، وتعثرات في شركة المقاولات التي يعمل فيها منذ قرابة تسعة شهور، بصفة مؤقتة محاسباً، وغير مرضي عنه من جهة الشريك الفلسطيني، وهو دائم التوجس منه ومن مرآه، ويتمنى له في داخله عدم دوام الصحة والعافية! • واحد طويل أكثر من اللازم يربك نفسه والآخرين في إدراك تصرفاته ونتائج حركته، فهو دائماً بين اثنين وأكثر، وهو دائماً ما يقدم خطواته الخاطئة، ودائماً ما يشعر بالفراغ وبضرب الهواء البارد، لفرط طوله، غاضب لفشله في اللعب، وتعثره في المراحل الدراسية، يلوم نفسه لأنه كثير الاعتذار، يرهقه تقدم عمره، وانعطاف ظهره، ورؤيته الدائمة لحذائه الطويل الأسود الممل! • لا تشوف أي مباراة مع «نسوان» لأنك ستسمع صيحات ولادة متعسرة كل حين، سواء الهجمة مع فريقهن أو مع الخصم، كذلك لا ترى مباراة مع مدخن، لأنه يمكن أن يطفئ سيجارته في ذراعك وأنت ساه! • من تسمع واحد يقول لطرف آخر في التليفون، أسمع.. أقولك: خلاص يوم بأوصل أبوظبي بكلمك، أعرف أولاً أنه في أبوظبي، ولا تزحزح منها، وثانياً وبصراحة لا يريد أن يلبي طلب الآخر، وملّ منه حتى الآخر! • معقول في الوقت الحالي يمكن تشوف رجّال يمارق بعينه على طريقة المغازلة القديمة، أيام سميرة توفيق بدوية في باريس، وبالله تصبوها القهوة وزيدوها هيل، وين بيلقى له وحدة على هواه من هاذيك النامونه، وإلا من الجيل الجديد يمكن تقبل بطريقته، خاصة وكحاله شاق عينه، وشغل اليوم ضحكة مغناج، ومعها كلمة إنجليزي، وبعدين عقبها طقة لبانة، ثم ضحكة تظهر التقويم، وفي يدها أي فون، ولا تحب اسم مشاري! • ما أحد يوترني مثل الذي يلبس بنطلون مخطط بالطول، وقميص فوقه مخطط بالعرض، يعني شغل سفاري مال كينيا أو مراكض في أدغال جنوب أفريقيا!