الإعلام لغة الصد والرد ووضع الحد لكل ظالم مستبد وكل أثيم معتد، وكل قابع في الحضيض، وكل مفترٍ متبدد، وكل غاشم محتد.. الإعلام أداة حادة وجادة وسائدة لمواجهة جحافل الغدر والطغيان والذين جاروا وتجاوزوا الحدود في البهتان والذين طغوا في البلاد وخربوا الأوطان، أولئك هم الذين حادوا عن الحقيقة واستفزوا الحق وأصبحوا مثل الكسِف والعسف والسفف يستعمرون الدين ويستعملونه أداة لكسر إرادة الأوطان وتنفيذ أجندة ظلامية ضلالية ظالمة ويجزون عنق الواقع تحت ذرائع وحجج واهية لا غرض منها إلا إعادة الكون إلى مراحل ما بعد الفراغ وأزمنة غابرة عاثرة متخثرة بالجهل والانحطاط. الإعلام القوي قادر على المجابهة والمواجهة والمقارعة، هزيمة الذين يريدون للغيمة ألا تمطر وللشجرة ألا تثمر وللعقل ألا يعمر، وللقمر ألا يسفر وللرؤوس ألا تفكر، يريدون إيقاف عجلة الزمن ورمي عقارب الساعة في مستنقعات التخلف والتزلف والتكلف والتلف. الإعلام القوي قادر على إعادة الأمور إلى مكانها الصحيح، وبالبوح الصريح دون مواربة أو خجل أو وجل، لأن الحياة لا تبدو أن تتحرك وألا تبقى العربات خلف أحصنة البؤس واليأس والرجس والفال النحس.. الإعلام القوي والصارم قادر على وضع الإرهاب في زاوية النسيان وفض مجالسه الموبوءة ومحابسه المملوءة بصدأ الأيام وخرافات القرون الوسطى.. الإعلام القوي لا يهاب الإرهاب لأنه يعلن عن ضمير أمة وإنسانية ابتليت بوباء الكذب ولابد من التصريح الأخير لكلمة تقطع دابر المعضلة وتمنع شعارات مبتذلة وتدفع عن الأوطان كل نفس ذميمة سقطت في المهزلة. الإعلام القوي يستطيع أن يفسد فقاعات القرن الواحد والعشرين ويحول انتفاخاتها إلى عصف مأكول، الإعلام القوي بيده الانتصار للحقيقة والظفر ببؤرة الأمل التي تفتح نافذة للضوء تنير طريق الأجيال القادمة وتحصنهم من فيروسات جهنمية باغية معتدية.. الإعلام القوي وليد فكر فوي محقن بمضادات حيوية لا تذوب أمام المبيدات السامة التي يرشها المهووسون بالقتل وهتك الأعراض والاعتداء على الضمير الإنساني.