نجح منتخبنا الوطني لكرة اليد في إهداء الدولة الفرحة وتأهل إلى مونديال الدوحة، فقد فاجأ الجميع بتحقيق إنجاز غير مسبوق وتأهل لكأس العالم لكرة اليد، وقيمة الإنجاز ليس لأنه تحقق للمرة الأولى، ولكنه جاء في وسط ظروف إدارية سيئة وغير معقولة، وخلافات غير مقبولة، هذه الأمور التي أصابت الجسد الإداري لاتحاد اليد بالوهن، وكادت تعصف بالحلم حتى ما قبل تحقيقه بساعات، لذا جاء الإنجاز ليولد من رحم المعاناة، ووسط مشاكل لم تنته بين بعض المسؤولين، لذا لا نقول سوى شكراً للاعبين. شكراً لهم فقد استشعروا المسؤولية، وحملوا على عاتقهم رفع علم بلادهم، ونجحوا في التحلي بالروح القتالية، وتناسوا كم الإحباطات التي تركوها خلفهم وتسبب بها بعض المسؤولين من أصحاب النظرة القاصرة، والذين لم يدركوا أن خلافاتهم ليست شؤوناً خاصة بهم، ولكنها تمس وتضر اللعبة، وتؤثر على حاضرها ومستقبلها، ولم يدركوا أن مهمتهم الارتقاء بكرة اليد وهذه المهمة الأساسية التي تم انتخابهم من أجلها. وحتى ما قبل السفر إلى البحرين للمشاركة في البطولة الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، لم تكن الخلافات بين أعضاء اتحاد اليد، خافية على أحد، في وسائل الإعلام وأمام أنظار الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، بل أنها أصبحت متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية و«الواتساب»، وبغض النظر عن المسؤول والبريء والمتسبب، وكنا نظن أن جلسة الصلح التي عقدت بحضور الأمين العام للهيئة كافية بإذابة الجليد، وتناسي خلافات الأمس والبدء من جديد. ولكن لم تتوقف المهاترات، ولم تنته الخلافات، وكانت الأحداث الجارية في البحرين أشد سخونة من تلك التي كانت تجري في الإمارات، ولولا الخوف على مشوار المنتخب في البطولة والتأثير عليه بشكل سلبي، لما ترددنا في نشر الخافي وكشف المستور «والمستخبي». شكراً للاعبين فهم الوحيدون الذين صنعوا هذا الإنجاز، وهم الذين يستحقون التهنئة دوناً عن البقية، وشكراً لبعض المسؤولين الذين نجحوا في عزل اللاعبين وإبعادهم عن ذلك الجو المتوتر الذي خلقه البعض، ليس لمصلحة عامة ولم تدفعهم الحمية، ولكنها للأسف بسبب أمور وخلافات شخصية. هذا التأهل ليس هو الإنجاز، بل هو في الظروف التي تحقق فيها أقرب إلى الإعجاز، ولا يجب أن يكون النهاية بل هو البداية، ولن يحدث هذا إلا إذا انتهت الخلافات، وتوقفت المهاترات، وعندما يتلاشى التوتر، بين بعض أعضاء الاتحاد، وعندما تسود الحقيقة ويبتعد أصحاب النظرة الضيقة، وحتى يتحقق هذا نقول شكراً فقط للاعبين، ولا عزاء لبعض المسؤولين. Rashed.alzaabi@admedia.ae