فكرة اجتماع مجلس الوزراء في قلعة الفجيرة سرّت الخاطر، ومنحت النفس طاقة أكثر لمعنى العمل، وصدق الانتماء، فقد أعادت للقلعة بهجة منسية، وفرضت حضورها الجديد، وجعلتها على لسان الكبير والصغير، ورسختها في أذهان أجيالنا الطالعة، فقلعة الفجيرة منذ السبعينيات وهي على عملتنا النقدية، لكن قليل من يتوقف عندها، مثلما يمر الكثير بجانبها، وقد لا يتوقف ملياً يعاينها، والأجيال الجديدة المتعاقبة تعدها أثراً، ولا تتوقف عند قيمتها، بالأمس شعرت أن القلعة كانت راضية، وفرحة لعودة تلك البهجة، وشعرت أن كل من في الإمارات خصها بمحبة جديدة، واستقرت في ذاكرته الطرية، وخرجت من بين جبال وغيم الفجيرة للعالم، وإعلامه! يوم الاثنين الذي سبق عيد الاتحاد، كان يتسم بالفرح كله، كان أوله الاحتفاء برواد الإمارات، وتذكر أسماء قد تناساها الناس أو ظلت تعمل في الظل في سنواتها الأخيرة، وبعضها أقعده تعب العمر، وآخر ما زال يكدح مخلصاً، واستحقوا تلك المكانة، وتلك الريادة، ولم ينسهم الوطن، فكانوا فرحته نهار ذاك اليوم. وفي منتصفه كان فرح اللقاء بمهرجان زايد للتراث في الوثبة، والذي يعطي المفردات التراثية أسماءها، وحضورها، ويرفع قيمتها، ويرسخها في نفوس أطفال الوطن الذين كانوا أكثر الناس بهجة لقبضهم على تلك الخصوصية التي لا يعرفونها، واليوم حاضرة يتعاملون معها، وكأنها لم تفارقهم، هو مهرجان سنوي ينسب لاسم غال وعزيز، حاضر، لاغائب، له معنى الفخر، ومعنى الانتساب، ومعنى الرجال، وهيبة أعمالهم، وبشارة خيرهم. وفي آخر ذاك اليوم، كنا موعودين بفرح آخر، حيث اعتاد الأخوة أسماء وخالد صديق المطوع على إقامة احتفالية بمناسبة عيد الوطن، تتسم ببهجة خاصة، وحضور جميل.. حلو فرح الناس، وفرح الأوطان!