هذه الفرحة «الطافية»، هذه الاحتفاليات الكبيرة، قد لا تشاهد في الكثير من الدول، ولا تصل درجة الاحتفالات والمشاركة الجماهيرية إلى هذا الحد بفرحة عظيمة من الصغار إلى الكبار، بل الملاحظ أن كل سكان الإمارات، سواء كانوا مواطنين أو وافدين يظهرون درجات الفرح والمشاركة بحب ونشاط كبيرين، وقد يصل عند بعضهم أن يرفع الأعلام فوق المنازل والسيارات. إنها الإمارات أرض المحبة والسلام، الجميع يسعد في وجوده على أرضها..دول كثيرة لا تتوافر فيها مثل هذه المشاركات الجماعية. جمال الإمارات وترحيبها بكل زائر، وتقديم كل ما ينهض بالناس والبلد، وتوفير البنية التحتية للمدن والقرى، وتقديم أفضل الخدمات، وتوفير الحياة الكريمة يبعث روح الحب والمشاركة. فهذه الفرص المتاحة للقاطنين على أرضها، وأيضاً الحرية، وتوفير السكن، وإيجاد المرافق العامة والخاصة، مع سهولة الاستفادة من المواصلات الحديثة والمتنوعة، كل هذا يجعل الإمارات مكاناً مفضلاً للعيش. الإمارات، وهي تمضي في مسيرتها المباركة تقدم النموذج الجميل في مفهوم الاتحاد والوحدة في المجتمع الواحد، فالتاريخ يؤكد أن الساحل منذ الخليقة هو شعب واحد، وأرض واحدة، وعائلة كبيرة امتد حضورها ومسيرتها القديمة من عُمان الداخل إلى الساحل، ودولة الاتحاد هي المطلب والهدف المنشود عند أهل الإمارات منذ أقدم العصور، وعندما أطلق باني الاتحاد الضوء والنجم، طارت القلوب فرحاً، ورددت خلف زايد: نعم الاتحاد هو المصير، وهو القوة والسد المنيع أمام عاديات الأيام، وهذه الأجيال المتعاقبة في الإمارات تقطف ثمار تلك الفكرة، وتعمل على حمايتها. لقد أثبتت الأيام أن فكرة الاتحاد ودولته هي الطريق الصحيح نحو بناء الإنسان، وصون أرضه وكرامته وعزته، وظهر ذلك جلياً الآن في ظل التمزق والتشرذم، والحروب الطائفية، وتخريب الأوطان في بعض المناطق العربية. إن عرس الإمارات واتحادها ودرجات الفرح والمشاركة التي نشاهدها تؤكد أن من أسس الاتحاد أقامه على قواعد قوية وعظيمة.. إننا نسعد عندما نجد الحكمة والروية والتفكير في الأرض والبناء والإنسان والوحدة مع المحيط، وتقديم الاتحاد كنموذج للفهم الصحيح لروح الدولة البانية والمعمرة والمتطورة. كل هذه الرايات والأعلام والزينة التي تغطي الإمارات احتفالاً باليوم الوطني الثالث والأربعين للاتحاد، هي بشارة بعظيم الفرح للقادم من أيام دولتنا الحبيبة، وأن الأبناء على هذه الأرض ستظل راياتهم خفاقة وعزيزة دائماً..