تسير الإمارات قدماً نحو مستقبلها وتطوير صفحاتها الـ43 متوشحة بإنجازات محلية تفتخر بها وعلاقات خارجية تكسبها احتراماً دولياً يشهد له الجميع. بناء الأوطان ليس سهلاً وتحقيق الإنجازات العملاقة والنجاحات المتميزة في أربعة عقود لا يمكن إلا بتوافر إرادة قوية وعمل دؤوب وإخلاص في كل كلمة وفعل. إن وعي المواطن بأهمية اتحاد الإمارات أصبح مهماً، خصوصاً في هذه المرحلة التي تعاني فيها الأمم والدول التمزق والتشرذم، وتعاني الشك بين الحاكم والمحكوم بعكس الحالة الإماراتية التي تتجلى فيها علاقة الحاكم بالمحكوم في أسمى صور الثقة والولاء والحب المتبادل. كما أن أي تجربة اتحادية تواجه تحديات دائماً، فإن تلك التحديات لا تقابل إلا بمزيد من التلاحم والتكاتف والعمل من أجل تجاوزها، فتجربة الاتحاد منذ ساعات تأسيسها الأولى واجهت تحديات وعقبات كبيرة استطاع الرجال المؤسسون، وعلى رأسهم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله، أن يكونوا يداً واحدةً ويحققوا حلم الاتحاد، واضعين كل العقبات والصعوبات خلف ظهورهم.. لذا فزايد وراشد شخصيتان رائدتان من الأوائل الذين حققوا الإنجازات بالإرادة والنية الصادقة وليس بكثرة الإمكانات فقط. مسؤوليتنا اليوم كجيل ثان لهذا الاتحاد أن نحافظ على إنجاز الآباء، وأن نسير بهذا الوطن نحو آفاق أرحب ومستقبل أوسع لنسلم الراية للأجيال المقبلة ناصعة قوية، كما تسلمناها من جيل المؤسسين راسخة براقة. كثير من دول العالم حققت إنجازاتها بناء على ثرواتها الكبيرة أو تاريخها العريق، أو مساحتها وموقعها الجغرافي، أو قوتها العسكرية.. أما الإمارات فقد كانت منطقية في تحركها وواقعية في فعلها، فاختارت أن تحقق إنجازاتها بحسن علاقتها مع الآخرين، وباتباعها المنهج العلمي في التخطيط والتنفيذ ونشر روح القانون بين المواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن وبالتسامح وبناء الإنسان الإماراتي والاستفادة من الخبرات العربية والأجنبية، فكان هذا الإنجاز العربي الذي نفتخر به جميعاً. إن ما تحقق على أرض الإمارات نتيجة حتمية لما زرعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، ولما رعاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي كان خير خلف لخير سلف، وكان نائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي هو الرجل الذي يعتمد عليه في إكمال مسيرة التنمية والبناء والتطوير وإخوانهما حكام الإمارات.. أما الحضور الدائم للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في المشهدين المحلي والخارجي، فقد كان خير معين لدولة الإمارات لتأكيد نهجها في الاهتمام بالإنسان ونهجها الداعم لقضايا العرب والمتناسق مع المصلحة العربية الكبرى. الإمارات تحتفل اليوم بعيدها وبتجربتها الوحدوية العربية الناجحة التي هي نجاح لكل العرب، أعاده الله على قيادة وشعب الإمارات بخير وسلام وأمان.