أعلام تثري الأحلام، وتضيء قناديل الأقلام، وتذهب بالأيام إلى عالم مفتوح على الأنام، وتمضي بالهوى، عشاقاً، تعلقوا بِسَمةٍ وبَسْمةٍ، أحلى من الشهد، وأعذب من بَرَد أعلام رفرفت بأيدي الصغار كأجنحة الطير، ووشوشة الموجة عند سواحل القلوب المدنفة.. يا الله، هذه الأعلام في ألوانها بريق أنيق رشيق لرقيق ترقرقت له مهج السماء، فأرخت له أهدابها مجللة أرض الإمارات، بسندس الفرح، واستبرق العزة والشهامة. في صفوف الصغار، في الطوابير المدرسية، في الحافلات التي أقلت الوجوه البريئة، كانت الأعلام حاضرة بقوة الذاكرة الإماراتية، بصرامة المنجز الحضاري بعزم الإرادة التي لونت الحياة بالزهر والفخر، وزخرفت الوطن بابتسامة المواطن والمقيم كل على حد سواء، عطفوا على جناح الود والسد، واستجابة بعفوية العشب وبراءة الماء المتدفق من أتون السماء، وخضم الأعماق السحيقة في الأرض السخية.. في معية الصغار تكون أكثر صفاء وهناء، والإعلام مثل أنصال تبرق وتحدق، وتعشق من لدن حكيم فطين ترسي الحب نبراساً، ورسخ الانتماء ناموساً، وجعل الوطن نجماً تدور في فلكه كواكب الناس أجمعين. هذه الأعلام، نوارس تحدق وتحلق، وتطرق، وتدفق وتصفق للناجحين المظفرين الذين شيدوا البنيان ببيانو وأشاروا بالبنان إلى ذاك الأفق، الرابض عند المستقبل، عند المصير الواحد والهدف الواحد إلى البيت الذي صار حقلاً، وسهلاً، ونهلاً، وبذلاً، وجذلاً، وحبلاً للمودة، وحسن البوح وجميل الفعال. هذه الأعلام، تسكب اليوم، وميضها في العيون وتشيع نهاراً جديداً لعهد يتجدد ويتمدد، ويمتد في الأصول والفصول ويصنع مجد الناس، بعزيمة لا تلين وإرادة لا تستكين وطموح يبلغ بلوغ السحابات الممطرة. هذه الأعلام، مساحة للضوء، فسحة للانطلاق باتجاه وجدان مبلل بالعشق، مكلل بالولاء لقائد رشيد عتيد مجيد تليد، يده اليمنى باحة ويده اليسرى واحة، وقلبه يرف بصحائف السخاء، وإسعاد الإنسان في كل مكان وزمان، وتمكين العقول، لتصبح بحراً في العمق، ونهراً في التدفق ودرزاً في التألق. هذه الأعلام، هي نظرية متكاملة في الفلسفة، هي الطريق إلى المعرفة، وسبر أغوار الضمير الذي بات ملتحماً بحبات التراب، مثل نثات المطر، هذه الأعلام تبقى في الأفئدة مثل جذور الشجر الطيب، مغروسة في العمق، شاهقة في الآفاق، شماء هيفاء هي من نسق الدماء الزكية والأرواح الصافية.