قبل 8 سنوات رافقت الكابتن محمود الجوهري ـ رحمه الله ـ في تغطية مونديال ألمانيا، ويومئذٍ قال لي إن من مصلحة منتخب البرازيل أن يخسر في الدور الأول، حتى يقتنع بأن الطريق ليس مفروشاً بالورود، وحتى تلامس أقدام لاعبيه الأرض، لأنهم يشعرون لمهاراتهم العالية ونجوميتهم، أنهم يسبحون في الهواء. لا أدري لماذا تذكرت تلك المقولة، وأنا أفكر في أحوال المنتخب الوطني في مرحلة ما بين دورة الخليج بالسعودية، والنهائيات الآسيوية التي تنطلق بعد حوالي 40 يوماً بأستراليا. ولا أجد صعوبة في الربط بين مقولة الجوهري وبين حال المنتخب، من منطلق أن الخسارة في «خليجي 22»، من الممكن جداً أن تصب في مصلحة المنتخب الذي كاد يشعر أن الخسارة أصبحت خارج حساباته، بعد النجاحات المتلاحقة التي حققها في عهد الكابتن مهدي علي، خاصة أن الخسارة في نصف النهائي كانت الأولى التي يتعرض لها المنتخب في آخر دورتي خليج. وعندما تأتي الخسارة في هذا التوقيت الذي يسبق كأس آسيا بأيام، فإن فائدتها تكون أكبر بكثير من ضررها، فالمنتخب سيتحول لخوض غمار أهم بطولة على صعيد كرة القارة، وهي بطولة معتمدة قارياً ودولياً، عكس دورة الخليج التي تبحث كل سنتين عن الاعتراف القاري والدولي دون جدوى، وهو ما يعني أن الخسارة في دورة الخليج لم تكن سوى جرعة جديدة منشطة لمعنويات وطموحات المنتخب الذي خسر اللقب في «خليجي 22» لكنه ـ وهذا هو المهم ـ لم يخسر احترام الآخرين، وتأكد الجميع أن ما حققه «الأبيض» في «خليجي 22»، لم يكن إلا تجسيداً لحالة حقيقية من الانسجام والتفاهم والرغبة الحثيثة في أن تكون لكرة الإمارات بصمة واضحة في كل بطولة تشارك فيها، ولتكن كأس آسيا نقطة انطلاق جديدة وصولاً إلى تصفيات مونديال 2018 بمشيئة الله. ×××× التعامل الحضري ـ رسمياً وجماهيرياً ـ مع خسارة المنتخب للقب الخليجي، يعيد إلى الأذهان ما حدث لـ «الأبيض»، بعد احتلاله المركز الرابع في «خليجي 13» بمسقط، قبل أيام من كأس آسيا بأبوظبي التي وصل إلى مباراتها النهائية. وتفاءلوا بالخير تجدوه.