• لطالما كانت دول الخليج تغني داخل سرب واحد، وإن اختلفت، وتخالفت وجهات النظر، سُكنت الأمور، وسُكت عنها وقتاً، حتى تبرد المسائل، ويعاد طرحها بالطرق الأخوية، والأعراف العربية، لكن في النهاية لا أحد يشذ عن ذلك الطيران الجماعي، ولقد مرت على دول الخليج عواصف، وزلازل كانت يمكن أن تقوض وجود بعض دوله، غير أن التكاتف، والتعاضد، والتعاون، وعدم السماح بوقوع الأخ، أنقذ الأمور، وأعادها لطريقها الصحيح، وتجارب الحياة علمتنا أنها لن تكون أولى المصائب، ولا آخرها، فدولنا معرضة بين كل وقت وحين لاختبارات سياسية واقتصادية، وتوترات اجتماعية، وليس مثل الثوابت الأساسية التي تحكم هذا السرب، والكيان السياسي، والتكتل الجغرافي والاقتصادي، تمنعه من أي صدامات أو شحن إعلامي، أو قطيعة سياسية، فالثوابت يمكن لها وحدها أن تحل معقد الأمور، ولا تسمح للآخرين بالتدخل أو اللعب على التناقضات أو بوادر الاختلافات، ولعل الذي حدث من غيمة سحاب أو دخان بين بعض دول الخليج وقطر يمكن أن يدرس، ويبحث بتعمق، لتفاديه في قادم الأيام، على الرغم أننا نظل نراهن على تلك القلوب البيضاء التي يتصف بها الناس في دولنا، وتلك السماحة التي تميز قادتنا. • انتهت دورة الخليج المأسوف على شبابها، بهدوء، ولا ضغينة، ولا الحكم ظلمنا، أو الإعلام كان ضدنا، انتهت خافتة، كما بدأت خافتة، دورة الخليج هذه المرة، منزوعة الدسم، ففريق يصعد بالتعادلات، وهداف البطولة حتى آخر مباراتين نصيبه هدف أو هدفين، يتعكز عليهما، بصراحة خسارة احتكار بث مبارياتها التي كانت في أغلبها أشبه بالتمرين بعد مباراة قوية. • تكريم الرواد في كافة المجالات في الإمارات أمر مهم، وفي غاية التحضر، وتذكر كل من تعب وعمل وصبر لينتج ويبدع، ليت هذا التقليد يبقى كل عام ليغطي الناس الكثيرين الذين خدموا الإمارات، وحان أن نقول لهم شكراً، فأنتم ما زلتم في القلب والذاكرة. • محاكمات الرئيس المصري الأسبق مبارك ونجليه ووزير داخليته وبعض المحسوبين عليه من رجال الأعمال بتهم كثيرة تبدأ بالقتل وتنتهي بالفساد، والتي استمرت ثلاث سنوات، كانت في عنفوانها في البداية بالزخم الإعلامي الذي ينقلها مباشرة، ثم خفت وهجها في ظل أحداث كانت أقوى منها، ثم كادت أن تختفي من على صفحات وشاشات الإعلام، تمهيداً لجعلها تتراخى وتترهل حتى لا يشعر بها الناس، ثم يتناسونها بفعل طول الوقت، أعتقد أنها خرجت تواً للسطح بعد إعلان براءة الجميع، لتشعل وتشغل الجميع!