مشهدان أعقبا مباراتي «الأبيض» مع السعودية وعُمان فيهما ما يكفي لتجسيد «قيمة» الأبيض، وفور انتهاء مباراة «الأبيض» و«الأخضر» في نصف النهائي، انتظرت الجماهير السعودية إلى أن انتهى لاعبو «الأبيض» من ترديد النشيد الوطني مع جماهيرهم، حتى يقدموا التحية للاعبي منتخب الإمارات الذين خسروا ورقة التأهل إلى النهائي، لكنهم كسبوا احترام الجميع. وبعد تلك الواقعة بـ 48 ساعة فقط، تكرر المشهد نفسه، حيث بقيت الجماهير العُمانية في المدرجات لحين انتهاء لاعبي «الأبيض» من تبادل التحية مع جماهيرهم، لتقدم الجماهير العُمانية التحية للاعبي «الأبيض»، وهي مشاهد لم تحدث إلا مع منتخب الإمارات الذي خسر لقباً، إلا أنه لا يزال يحتفظ بـ «برستيجه»، وهذا هو الأهم، فإن تصبح لديك «كاريزما»، خاصة أن تكسب احترام منافسيك، فإن في ذلك ما يكفي لتأكيد أنك تسير في الطريق الصحيح، وهي المعاني التي جسدتها تصريحات سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، التي جدد من خلالها الثقة في المنتخب الوطني، مؤكداً أن جماهير الإمارات تنتظر منه الكثير في النهائيات الآسيوية، حتى ينطلق لآفاق أرحب في المرحلة المقبلة. ×××× ودع الأبيض «خليجي 22» فائزاً باحترام الجميع لعدة أسباب: أظهر «شخصية البطل» في كل مبارياته، حتى التي خسرها أمام السعودية. كان طرفاً في أقوى مباريات الدورة، حدث ذلك في الشوط الأول من مباراته مع الكويت، وكذلك مباراته مع السعودية في نصف النهائي. قدم للدورة مهاجماً على أعلى مستوى هو البارع علي مبخوت صاحب الأهداف الخمسة التي ترشحه بكل قوة للقب كبير هدّافي الدورة «أكتب المقال قبل المباراة النهائية». بالتشكيلة الأساسية كسب منتخب العراق، وبالتشكيلة الاحتياطية كسب منتخب عُمان، مما يؤكد أن مقعد البدلاء لا يقل قوة عن قائمة الأساسيين. كسب حارساً جيداً يعزز مسيرة حراسة المرمى الإماراتية هو خالد عيسى صاحب أحد أفضل الصدات في «خليجي 22»، التي أنقذ بها مرماه من هدف محقق في مباراة المركز الثالث. وحظاً أوفر في البطولات المقبلة.