بعد قرابة أسبوعين من بدء المنافسات الكروية، وما تخللتها من مساجلات إعلامية، تصل كأس الخليج بنسختها الثانية والعشرين إلى خط النهاية، إلى مرحلة الحسم، لتصمت جميع الأفواه، وتتحدث كرة القدم، اليوم الليلة الكبيرة، عندما تقام المباراة النهائية، والتي تجمع منتخب السعودية صاحب الأرض والمكان، والباحث عن اللقب الرابع، مع المنتخب القطري الساعي إلى «الهاتريك» الخليجي. شاءت البطولة، ومن مفارقاتها أن يكون ختامها هو مشهد افتتاحها نفسه، وبعد أن أثبتت النتائج أنهما الأفضل والأقوى والأجدر، تقام اليوم المباراة النهائية بين السعودية وقطر، وتعيد المباراة الافتتاحية نفسها، ويومها انتهت بتعادل الفريقين بهدف لمثله، وقتها كانت النتيجة مقبولة، وكان التعادل جائزاً، أما اليوم، فلا مجال للقسمة، ولابد من فائز. غابت السعودية عن اللقب منذ 10 سنوات، وكانت النسخة السادسة عشرة، والتي أقيمت في الكويت آخر عهد العلاقة بين السعودية والكأس الخليجية، ولم يسبق لها الفوز باللقب، بعد تحول البطولة إلى نظام المجموعات، رغم وصولها إلى المباراة النهائية في مناسبتين سابقتين ومتتاليتين، خسرت أمام عُمان في نهائي «خليجي 19»، ثم أمام الكويت في نهائي «خليجي 20»، واليوم تصل للمرة الثالثة، تريد أن تجدد العهد، وتستعيد حلاوة المشهد، لعلها تؤكد أن الثالثة ثابتة. أما منتخب قطر، فهو أول أبطال النظام الجديد، عندما استضافت الدوحة النسخة السابعة عشرة في عام 2004، كما أن لها بطولة أولى بالنظام السابق، واليوم لا تريد إضاعة الفرصة، تريد استغلالها، تبحث عن «الهاتريك»، لا تتمنى أن يتكرر ما حدث عام 2002 عندما كانت على مرمى حجر من تحقيق اللقب في المكان نفسه، وعندما قابلت السعودية في المباراة النهائية، ويومها كانت لا تحتاج لأكثر من التعادل، ومع ذلك تقدمت وقبل النهاية بدقائق تعادل «الأخضر»، ثم تقدم قبل أن يؤكد التقدم من جديد، ولتخسر قطر اللقب الذي كان أقرب إليها من حبل الوريد. اليوم سيتم إعلان البطل، وستذهب الكأس للفريق الأفضل، سيتم تكريم النجوم، وسيحزم الخليجيون حقائبهم، ويغادرون الرياض بعد قرابة أسبوعين من التكاتف واللحمة الخليجية، لم تخل من المناوشات الكروية والمساجلات الإعلامية، ويختتم الفصل الثاني والعشرون من كتاب بطولات الخليج، عندما يحتفل البطل على تلك المنصة، ولكن بكل تأكيد لن تنتهي، بل ستتواصل فصول القصة.