قلناها بالأمس ونقولها اليوم وسنقولها في المستقبل، الفوز والخسارة وجهان لعملة كرة القدم، نعم الفوز شيء ضروري والخسارة واقع مؤلم، ولكنها هكذا الحياة، كل يوم ننهل منها الجديد، كل يوم نستفيد، الهزيمة ليست شيئاً معيباً، ولذلك لن نبكي على ما حدث ولن نندب حظنا ولن نحزن، بل سنصفق لكم جميعاً، ونقول شكراً، باسمنا كلنا ونيابة عن الوطن. أمس الأول كان السيناريو بأكمله لا يريدنا، وأصر الحظ أن يتخلى عنا، ورغم ذلك كنتم رجالاً على أرض الملعب، لم تبخلوا بمقدار ذرة من جهد، ولم تيأسوا حتى وأنتم تتأخرون بهدفين في وقت مبكر من عمر المباراة، حتى وقلوب الجماهير الإماراتية تعتصر من الألم وهي ترى نجم المكان والزمان، الساحر عمر عبدالرحمن، يغادر الملعب بعد أن تلقى صنوفاً من الخشونة على مرأى من الحكم الذي لم يحرك ساكناً. رغم الظروف المحبطة، وبعد الضربات المتتالية التي تلقيناها منذ بداية المباراة، لم نترككم وحدكم، ظللنا خلفكم، كنا على ثقة أنكم لن ترفعوا الراية البيضاء، لن تعلنوا الانسحاب هكذا بسهولة، سترفضون الاستسلام، ومع انطلاقة الشوط الثاني كشر الليث الأبيض عن أنيابه، بدأ الحصار وكان الهجوم الكاسح بضراوة، وعاد أحمد خليل في الوقت المناسب، سجل هدف التقليص، ثم أضاف هدف التعادل، وكاد إسماعيل مطر أن يدخل التاريخ مجدداً، وكان على وشك أن ينهيها ويحقق أحلامنا، ولكن تأكدنا في نهاية الأمر أنها لم تكن مكتوبة لنا. فاز الأخضر السعودي بعد 90 دقيقة من المعاناة، عبر إلى المباراة النهائية ليقابل العنابي القطري، فقدنا اللقب، ولكن حظينا باحترام وتقدير جميع المتابعين، ونظير الأداء الرجولي والإجادة، حصلنا على شهادات الثناء والإشادة، وتركنا بصمتنا الخاصة في البطولة، وإن ضاعت منا فلن تكون الأخيرة ولم تكن الأولى. لا يوجد فريق لا يقهر أو منتخب لا يخسر، وبعد مباراة اليوم على المركز الثالث لابد أن نطوي الصفحة، ونبدأ التجهيز للاستحقاق القادم، لنبدأ الإعداد لآسيا التي طال اشتياقها لصولات وجولات الأبيض، لا نطالبكم بالعودة إلى الإمارات باللقب القاري، ولكن نريدكم أن تكونوا كما عهدناكم، رجالاً في الملعب، فأنتم أملنا وأنتم نجوم المنتخب، نقولها بصدق «خيرها في غيرها»، ونقولها بحب، شكراً لكم من القلب.