على الرغم من أننا نعيش أجواء الخليج الصاخبة، ونتابع منافسات الأدوار النهائية الحافلة بالأحداث، والأبطال، والنجوم، والدراما أيضاً، إلا أننا يجب ألا ننكر بأن الحديث عن نهائيات آسيا بأستراليا متصل بلا انقطاع، مسيطر بلا «افتكاك»، لا نستطيع أن نخرج منه إلا إليه، خصوصاً بعد الملامح المقلقة التي ظهرت في «خليجي 22» بالرياض، وبعثت رسائلها المرعبة إلى جماهير الكرة في الدول السبع المتأهلة للنهائيات، لا سيما أن المستوى الفني لأغلب الفرق كان مهزوزاً بين صعود وهبوط، ولم يتمكن أي منتخب من أداء مباراتين متتاليتين بالحالة نفسها!. ولن أخفيكم سراً إذا قلت إن هذا الموضوع كان يشغلني من قبل السفر إلى الرياض، ومن قبل كأس الخليج، وأنني احترت فيه بين أمرين، ولم أتمكن من حسم القرار، ولما أعياني التفكير أرجأت مسألة الحسم حتى تتكشف أمامي الأمور خلال البطولة. أما عن سبب الحيرة، فهو موعد كأس الرياض، هل توقيتها مناسب ومفيد لمنتخباتنا قبل الولوج سريعا لآسيا؟، أم أنه غير مناسب وسيرهق اللاعبين قبل البطولة القارية؟ ويبدو أنني كنت متفائلاً أكثر من اللازم، فبعد هذا الظهور الضعيف لأغلب المشاركين، تزايد شعوري بالقلق، وزادت هواجسي خوفاً من الفشل، خصوصاً أن كأس الخليج كانت فرصة مثالية لكل المنتخبات الآسيوية المنافسة لمراقبتنا، والتعرف إلى عناصر القوة والضعف لدينا، وعرض كل أوراقنا مجاناً على المنافسين. وما زلت لا أعرف هل الوقت المتبقي بعد كأس الخليج (44 يوماً)، كافياً للاستعداد من جديد لمغامرة أستراليا القوية؟ وهل الجهد والتركيز والمشاعر والضغوط والعواصف التي أصابت الجميع يمكن أن تبرأ سريعاً قبل الدخول في الأجواء القارية؟ وما حجم الاستفادة من إقامة كأس الخليج في هذا التوقيت إذا كانت هناك فائدة؟. بعد هذا السيل من التساؤلات، أقول إنني أصبحت أقرب للتشاؤم من التفاؤل، وعلى الرغم من أن «الأبيض» هو أقوى المنتخبات الخليجية حالياً في رأيي، إلا أنني أظن بأنه بحاجة ماسة إلى أن يفصل سريعاً بين أجواء الخليج المفعمة بمشاعر الحماس والقلق، والحزن والفرح، والغضب والرضا، بمجرد عودته من الرياض، فهل يمكن أن ينجح في ذلك؟ كلمة أخيرة الاعتراف بالخطأ لا يجرحك.. بل يجعلك كبيراً بعين من أخطأت في حقه.