صباح الأمل حين تسربل الحياة تدفقها بخفة الروح والطرب بسمات كونية تلد من ثقوب الشمس بداية تتهادى مع وقع القصيدة بحروف تتوسم الإشراقة الجميلة، وهي تحتضن شغب فراشات الصحو، وهي ترف على رحيق الهدوء، وتقبّل وجد الزهر قبيل نشوة الفجر، وعند سهو العصافير تحلّق على مضض وترسم ابتسامة ألوانها على ضفاف البحر بما يليق ووجه أنثوي يحط جمالاً على صفاء النفس وروعة الأمل. في الصباح، هناك ما ينبئ خلايا الروح بتفردها الجميل في أوج البدء حين يتناثر الورد عطراً وسحراً، وكأنها تلملم حروف الشعر وترحل خلف جمال الأمل.. فالبحر عناقه رحيل الموج المتشح بالهدير الخافت والعنفوان المتدفق، فيوحي للقصيدة أن ترتسم على صدر الأمل.. صباح الشغف هو انتشاء التأمل في النسيج اليومي المسترسل كالنهر بين بيوت صغيرة ومروج تزهو بينابيع العناق.. فما أجمل روح الطبيعة حين يتجلى فيها الصفاء الفطري.. صباح الصحراء عندما يشاكسها الحب فتستوقفك ابتسامة أمل نضرة مستوحاة من عبق عاشقة، تشعرك بأن ابن الملوح لم تغف له عين، ولم تصبح أشعاره مغلفة بحكايات التاريخ العابرة، فلم تستسلم الصحراء منذ نعومة العشق ولم تستقل من نبع القوافي.. صباح الحلم الجميل يستمد صوته من شمس أشعتها ساحرة وصفائها على صفحات البحر تهمس رقراقة تشعرك بأنك قادم من ترانيم زمن البحَّارة الجميل وتشارف على المدينة المشرئبة للقاء بعد غياب أصابه زهايمر مؤنس يغدو بك مجدداً نحو الحياة، فما رحلت واكتفت بأن يبقى من العمر في دروب البعد والترحال الخيالية ما يسقيك الحب من أجل أن تبقى رمز الأرض والعنفوان. صباح الوجد حين يعزف لحنا ذا نغمات تطرب عصافير الشغب، وتوازي طرب الروح المتشح على النوافذ والممرات.. وجد الكون في وحدته الأنيقة وفي علوّه الجميل، وفي بريقه المتأصل في الجذور.. فكتاب العاشق يدوّن ما تسربل وما بقي من صباحات ترسو على شاطئ الأمل المشع بقيمة الحياة وأحقيتها في بريق العنفوان والنضج الفكري المسترسل بالقيم الإنسانية.. نزق الأمل لا يتأزم بقدر ما يمحو سريعاً عطب الخوف بجمالية الحروف، فلا مجال للأرض المحروقة طالمات هناك حب يستسقي الحياة ويسقيها.