انهالت الترشيحات، عندما دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الإماراتيين للمشاركة في ترشيح أوائل الإمارات عبر وسم له الاسم نفسه، وذلك لتكريم 43 رائداً في مجالات مختلفة، كأول طبيب، وأول معلم، وهكذا. لم تتوقف الترشيحات مذاك حتى يومنا هذا، على أمل أن ينال المرشحون شرف التكريم في حفل سيقام في الأول من ديسمبر المقبل. وعبر رسالة إلكترونية في حسابه على تويتر، دفع سموه بدعوته آلاف الناس لتقديم ترشيحات عبر وسيلة تواصل اجتماعي حديثة من يعرفون حولهم رواداً لتاريخ شكل كيان الدولة، لكي يُكرموا عبر تخليد أسمائهم في أرشيف حكومي وكتاب سنوي خاص بهم. يتعدى هذا التكريم فكرة الاحتفال بالذكرى الثالثة والأربعين بطريقة مبتكرة، فدلالات الترشيح على الواقع الإماراتي تجاوزت بكثير مجرد الاحتفاء برقم في عمر الدولة الاتحادية إلى تذكير الإماراتيين بشخصيات مهدت لمن بعدهم طرقاً كانت عصية؛ لقد ‏كان من نتائج فكرة الترشيح، أننا استرجعنا أو حتى ـ كما حدث لبعضنا ـ أننا تعرفنا للمرة الأولى على المناضلين الأوائل، أولئك الأشخاص الذين واجهوا الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية التي اعترضتهم في زمن مختلف عما نحن فيه الآن، والتي لم يواجهها أحد قبلهم. أولئك الذين عبروا طرقاً غامضة لم يرشدهم أحد فيها وجهلوا نهايتها؛ ولكنهم سلكوها ومهدوها لغيرهم ممن عبروا فيما بعد، فاستحقوا شرف الريادة، واستحقوا منا الالتفاف والتقدير، يضاف إلى ذلك ميزة أكثر عمقاً لهذا التكريم، ‏وهي إعادة الكفة للإنجاز الإنساني،‏ وخصوصاً مع تسارع وتيرة الأحداث وتعدد المنجز الحضاري والعمراني والاقتصادي، ولذا تأتي فكرة تكريم الإنسان في هذا الوقت الاحتفالي فكرة مستحقة. فمهما كانت المنجزات الحالية أكبر وأهم، ولها صدى أكبر في المحيط الإقليمي والعالمي، إلا أن كل ذلك له ارتكازات كانت في البدايات البسيطة الفردية التي دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إلى ترشيحها، كأول طبيب، وأول معلم، وأول صحفي..؛ يضاف إلى ذلك أيضاً، إعلاء قيمة وثقافة التمييز الذي دعا لها سموه سابقاً، فالتكريم يدفع الأجيال الجديدة للبحث والتنقيب عن الجديد والمميز لكي يكونوا أوائل فيه، والسعي نحو مقامات جديدة تثري إنجاز الدولة على صعد عالمية غير مسبوقة.