كنت ولا زلت مُحباً وصديقاً للهادئ الصامت مهدي علي، وكنت ولا زلت عند رأيي الذي عبرت عنه بعد نهاية مباراة الإمارات والكويت، ووقتها كتبت على حسابي في «تويتر» بالحرف «مع كامل احترامي للجميع، ولكني أرى أن المنتخب الإماراتي مهارياً وفردياً وتكتيكياً وفهماً لبعضهم بعضاً هو الأبرز في البطولة حتى الآن، بالإضافة إلى روح اليمن. وحتى بعد الفوز الباهر والتاريخي، وغير المتوقع والصادم لعُمان على الكويت بالخمسة، وإخراجها من البطولة بقيت على قناعتي بأن «الأبيض» الإماراتي كان الأفضل في لمس الكرة وتمريرها، وفي التموضع والتفاهم بين كافة عناصره، وظهور مبخوت بهذا المستوى الكبير والهدوء الرهيب أمام حراس المرمى، هو إضافة كبيرة للتشكيلة مجتمعة، ومنها عودة عموري لسابق ألقه، وإن كان ما زال يحتاج للمسة الأخيرة أمام المرمى، وكاد أن يفعلها مع العراق، وهنا قد يرى البعض أن تسجيل لاعب واحد كل أهداف الإمارات حتى الآن في البطولة هو أمر يمكن رؤيته من جانب سلبي أيضاً، لأن السؤال يبقى أين البقية، ولكن الأهم هو أن المنتخب يُسجل، وهو سيقابل اليوم المنتخب السعودي الذي أجزم أنه سيدخل بشكل مغاير لما شاهدناه في الدور الأول، وهي بالتأكيد مواجهة مرتقبة عربياً، وليس خليجيا فقط، ولا أعرف إن سيبقى الجمهور السعودي عازفاً عن الحضور، أم أنه سيحضر بعد تغير المزاج العام والشحن النفسي والمعنوي من قبل المسؤولين ووسائل الإعلام بعد صدمة الافتتاح وما بعده، والأكيد أن مباريات النصف نهائي لن تكون كسابقاتها لا فكراً ولا تكتيكاً ولا حسابات، بل لها حساباتها الخاصة عند مهدي ولوبيز، وكلاهما واجه النقد اللاذع في البطولة، ولكن لوبيز كان له النصيب الأكبر، ولا يتوقع له أن يستمر، حتى لو أحرز «خليجي 22»، وكل هذه الأمور تؤثر على المباراة، وعلى تفكير من يديرونها، وحتى من يلعبونها. والأكيد أن عامل الأرض، وربما الجمهور يلعب مع الأخضر السعودي، ولكن الأكيد أيضاً أن الإماراتي صار يعرف كيف يتعامل مع هذين العاملين، والدليل أنه مازال حامل اللقب، ومن خارج الديار.