بعد أن فرحنا بعودة محمد خلفان الرميثي إلى الساحة الرياضية على المستوى القاري، بدأ السؤال يتردد ماذا بعد هذه العودة؟، وماذا يمكن أن يضيف هذا الرجل الذي تمتلئ سيرته الذاتية بالإنجازات والمبادرات؟ فنحن نعاني من فراغ على مستوى المناصب العالمية أو القارية، ونعاني غياب شخصية تملك صفات الرجل القوي الذي يشغل منصباً تنفيذياً، ويمكن أن يسهم في عمل الكثير. قد لا يعود «بوخالد» رئيساً لاتحاد الكرة، وقد لا يصبح صاحب منصب تنفيذي رياضي مهم على المستوى المحلي مستقبلاً، ولكن يبقى لوجوده مغزى كبيرا في رأس قيادتنا، فحين تُعيد رجلا سبق أن قدم استقالته، وحين تستذكر شخصية آثرت الابتعاد لسبب ما، فهذا يعني أنه لا يزال يحظى بالثقة، وأن قيادتنا ما زالت تؤمن بأن بعض الأسماء قد يحركون المياه الراكدة، وقد يشعلون بعض القضايا التي خسرناها قارياً. فمحمد خلفان ليس من النوع الذي يقدم الوعود وينساها، وهو أيضا من ليس من النوع الذي يقدم المشاريع على الأوراق ويتركها في الأدراج، فهو يملك فكراً خاصاً يعرف من خلاله كيف يصحح أخطاءه، وكيف يرمم إرث غيره الثقيل، وكيف يفتح الأبواب المغلقة، وكيف يصلح العلاقات الخارجية المعطلة بسبب صراعات قديمة قادها غيره، وكدنا بسببها أن نخسر الكثير لولا حكمة بعض رموز رياضاتنا. ما أثارني في عودة محمد خلفان الرميثي أن الشارع الرياضي لم يسأل، ماذا سيقدم لكرتنا خارجياً، فمعظم الساحة تدرك أنه سيقدم أكثر مما نتوقع، وأنه سيعطي من الأفكار، وسيقدم من المبادرات التي ستكون على مستوى ثقة قيادتنا. اليوم تبدأ الانتخابات ويذهب أعضاء الاتحاد القاري لوضع أسماء المرشحين في صندوق الاقتراع والترقب قد انتهى بعد حسمت الدبلوماسية والعلاقات الذكية والتشاورات البعيدة عن الصراعات إلى وصول أغلب أطراف غرب آسيا إلى توافق أشعرنا بقوة العلاقات وبتشابك المصالح، وبات فوز محمد خلفان بمنصب عضو المكتب التنفيذي مسألة وقت لا أكثر وبدون أن نستبق الأحداث، فهذا المنصب بداية لخطوات كبيرة سيقودها هذا الرجل محلياً وقاريا. كلمة أخيرة من السهل أن تنتقد، والأسهل أن تجمع كلمات الإطراء في رجل واحد، ولكن حين تتحدث عن محمد خلفان فسيرته الذاتية كفيلة بأن تكتب هي عنه كل شيء من دون أن نضيف نحن شيئاً.. مبروك مقدما.