انتهت مباريات الجولة الأولى من الدور الأول لكأس أمم آسيا، وخاضت جميع الفرق المشاركة مبارياتها الأولى، وشاهدنا كل المنتخبات العربية التسعة التي تحمل لواء الدفاع عن سمعة الكرة العربية في المعترك الآسيوي، وجاءت المحصلة المبدئية كما كان متوقعاً، عشوائية وتوهاناً، وسقوطاً شبه جماعي، وحتى أن الفوزين العربيين الوحيدين لم يتحققا سوى على حساب منتخبين عربيين آخرين. في الرياضة عموماً ،وكرة القدم بوجه خاص دائماً ما تكون النتائج هي الناطق الرسمي عن حجم العمل المبذول، وعن الرؤية والفكر والتخطيط، وهذه الأشياء تبدو مغيبة تماماً عن إدارات اتحادات الكرة العربية، فإما أن الأناس الذين حولنا جاؤوا من كوكب آخر، أو أننا نحن الذين جئنا، فالإخفاقات لا تهزنا، ونجاحات الآخرين لا تستفزنا، وأحلام الجماهير وآمالها لا تحفزنا، لذا سنظل هكذا دائماً «حيلنا بيننا». وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال متاحاً، وإمكانية تصحيح الأوضاع قائمة، إلا أن الكتاب واضح من عنوانه، ففي المجموعة الأولى تبدو فرص المنتخبين العربيين الكويت وعمان صعبة للغاية، حتى ما قبل بداية البطولة، في ظل وجود أستراليا وكوريا الجنوبية، فالفوارق كبيرة لمصلحة منتخب الدولة المضيفة وممثل آسيا الدائم في نهائيات كأس العالم. أما في المجموعة الثانية، فقد وضع المنتخب السعودي نفسه في مأزق، بعد أن فرط في الخروج من مواجهة الصين ولو بنقطة، ومع ذلك، فإمكانية استيقاظ المارد الأخضر موجودة، ولا زالت الفرصة متاحة في اقتناص إحدى البطاقتين، ولكن الشرط أيضاً موجود وقائم وملح، وهو عدم التفريط بأي نقطة في المباراتين القادمتين أمام كوريا الشمالية وأوزبكستان. الوضع مختلف في المجموعتين المتبقيتين، وصعود العرب مضمون فيهما، على اعتبار أن كلاً منهما تضم 3 منتخبات عربية، ومع ذلك، فلا يبدو الحديث عن صعود منتخبين عربيين من مجموعة واحدة مطروحاً، بل هو أقرب للخيال، فلا يوجد أي منتخب عربي قادر على منع اليابان من التأهل عن المجموعة الرابعة، وتبقى المجموعة الثالثة وإمكانية صعود منتخبين خليجيين على حساب إيران، وهذا هو الأمل الوحيد، ومع ذلك فهو أقرب للحلم، ليس لأن منتخب إيران لا يهزم، ولكن لأن العرب لا يفوزون إلا على بعضهم، عندها يبدعون وتثور الحمية لديهم، وعندما يلتقون مع الآخرين يفتر حماسهم، وتخور عزائمهم، فقد اعتدنا من منتخباتنا العربية أن يكون «حيلهم بينهم».