للعام الثاني على التوالي، تستضيف عاصمتنا الحبيبة الدورة الثانية لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة برئاسة العلامة عبدالله بن بيه، ليلتقي في أبوظبي أكبر حشد من علماء المسلمين ومفكري الأمة، يضم أكثر من 350 عالماً وباحثاً من مختلف أقطار العالم الإسلامي برعاية الإمارات، وهي تدعم كل جهد مبارك لنشر رسالة الإسلام وقيم الوسطية والاعتدال، التي جاء بها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم. منتدى تعزيز السلم يلامس جرحاً عميقاً ونازفاً ألمّ بأمة كانت «خير أمة أخرجت للناس»، جراء ممارسات ثلة محسوبة على الإسلام جعلوا منه واجهة ورخصة لسفك الدماء ونشر الدمار والفناء أينما حلّوا، بتوجهات منغلقة للغلو والتطرف لتلوين دين الحق ولي عنق الحقيقة ومبادئ الدين الحنيف لتساير أهواءهم الباطلة وتعطشهم للدم والدمار في كل مكان. احتضان الإمارات هذا المنتدى الكريم والطيب، يؤكد توجهاتها ومقاربتها بأن الحرب على الإرهاب والغلو والتطرف لا تقتصر على الشق العسكري والأمني، بل تتواصل على مختلف الصعد، انطلاقاً من دورها الإقليمي والدولي في تعزيز الأمن والاستقرار، حتى تمضي شعوب ودول العالم في دروب بناء مجتمعاتها وتتفرغ للتنمية وتحقيق العيش الكريم لشعوبها. لقد كانت للإمارات مبادراتها في هذا الاتجاه، بدءاً من تأسيس مركز «هداية»، مروراً بتأهيل وإعداد الأئمة والخطباء في مجتمعات تعاني ممارسات المتاجرين بالدين، وقد كان أحدث فوج ضمن البرنامج أئمة وخطباء من أفغانستان، التي تعد مثالاً صارخاً لمآلات دعوات التطرف والكراهية والإرهاب. ومن ضمن المبادرات الإماراتية، احتضان مقر حكماء المسلمين، الذي أُعلن عن تأسيسه عقب الدورة الأولى لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وها هي الدورة الثانية من المنتدى تطلق جائزة الحسن بن علي للسلم. جهود متصلة لنشر وتعميم ثقافة السلام والسلم والتسامح والتعايش في عالم اليوم، ودحر دعاوى الغلو والتطرف والكراهية مُفرخة الإرهاب الذي اجتاح مناطق شتى في العالم العربي والإسلامي، ولم يقتصر أو يتوقف عند حدود بلد دون سواه. بارك الله هذا الجهد المبارك، وحمى بلداننا وسائر بلاد العالمين من شرور التطرف والمتطرفين، والله نسأل أن يردنا إلى دين الحق عقيدة الإسلام والسلام رداً جميلاً.