- شعرنا بفرح عربي، فقط لمجرد أن الناس علمت ببوادر حل أو تهدئة لمشكلات اليمن التي لا يبدو أنها ستنتهي، إلا بانشطار القطر ليمنين، ولكن يمكن أن تضمد جراحها إلى أيام أبعد، وتمنع الحرب إلى مدى أبعد، وتخلق التنمية والاستقرار والتفكير في البناء، دون شد وجذب، وسرقة، وعسكرة مكدسة، لا تخوّف عدواً، ولا تعين صديقاً، هل العرب بحاجة دائماً لخبر مفرح في أيامهم السوداء الطويلة، أم أن الحياة وقسوتها، وهزائم الوقت وضياع الأشياء الثمينة على مدى الأعوام الستين وقبلها، تجعلهم ينحتون الفرح من جلمود الصخر، ويحنون إلى الضحكة الغائبة، ولو من خلال أمل رمادي بعودة اليمن السعيد! - لديّ قناعة تامة بأن على الإنسان أن يختار أعداءه، مثلما يختار أصدقاءه، فليس كل الناس يصلحون أن يكونوا أصدقاء درب وسفر وحياة، والأعداء كذلك، فالعدو الضعيف لا قيمة للنصر عليه، والعدو غير الشريف، الذي لا يتمتع بأخلاق الفرسان، ولا سمات التحضر، عليك أن تحدده، وتأطره، وتضعه في مكانه الأسفل، لأنك لا يمكن أن ترفعه إلى هامتك، ولا يمكن إن انتصر عليك أن ترفع له قبعتك، فلا يمكن أن يتساوى الثعلب ومكره، بسارق بيض الدجاج وجبنه، رغم أن كلاهما يعس قن الدجاج، ويستقوي على الريش والطير الذي لا يطير! - إن التقيت بشخص فارق العمر بينك وبينه كبير، وفارق التجربة كبير، وفارق العلم كبير، وفارق الحكمة والتسامح بينكما كبير، فهل تخفض له جناح الرفعة، لتسير خطواتكما على طريق واحد ممل بالنسبة لك، ومفرح بالنسبة له، أم ترفعه بكل ثقله وأثقاله؟ فتحمل وزره وخفة عقله، وطيرانه في الفراغ! - هل يمكن أن نرسم للبسمة «كتالوج» ونرفق معها تعليمات مرشدة لبعض الناس الذين يعتقدون أن للتنفس معنى في الحياة، وأن لافترار الثغر عن ضحكة له معنى أكبر في الحياة، وأن اللون الأخضر في الحدائق له غاية لا ندركها، وأن زلازل الصين ونيبال، وفيضانات الهند لها أسبابها الإلهية الخارجة عن معرفتنا الإنسانية، لكنها تأكيداً «أنهم لا تنفعهم أصنامهم»، وهذا كلام جثة تدعي أنها مسلمة، ويضع قبل اسمه الرنان «أ. د»، مثل هؤلاء يعتقدون أن لا خيط يدخل في سم الخياط، ولا جمل باركا أو ناقة صارفا، إلا ولها معانيها، هؤلاء الناس الذين يريدون أن يكبّروا الأشياء وهي صغيرة، ويقزموا الأشياء وهي كبيرة، يريدون كل شيء مفصلاً على عقولهم الصغيرة في الفهم، والكبيرة على الفهم!