علينا أن ننتبه إلى أن ليس كل ما يظهر على الشاشة حقيقياً أو كما يبدو لنا، كثير مما نراه معد سلفاً ووفق سيناريو مسبق، الحوار الساخن أو المعارك الكلامية في البرامج الحوارية يتم التنسيق لها قبل البرنامج، المقاطع المثيرة في بعض البرامج ليست عفوية أبداً، إنها تجهز قبل البدء بالبرنامج لأغراض الإثارة أو الدعاية، ولنتذكر تلك الصرخات التي كانت تطلقها المطربة المثيرة للجدل أحلام حول واحد من أشهر أطعمة الوجبات السريعة، ذلك لم يكن نوعاً من الهبل أو السذاجة كما تداول الكثيرون، تلك حركة معدة سلفاً وإنْ كان إخراجها المسرحي هابطاً أو سيئاً جداً. كمشاهدين، نحن نتعرض للاستغلال والضحك علينا، وأيضاً استغلالنا من قبل هؤلاء الذين نصفهم بالنجوم والمشاهير، هناك حالة متزايدة من انعدام الأخلاقيات في التعامل بين المشاهير وجمهورهم، ولعل آخر ما قامت به إحدى الاستعراضيات اللبنانيات دليلاً ساطعاً على ذلك، قرأت الخبر على قناة «يوتيوب»، ووجدت تعليقات لا تعد ولا تحصى حول الفستان المسيء الذي ظهرت به تلك الفنانة مؤخراً وكان عارياً جداً أمام مئات من معجبيها، في الحقيقة كان أكثر من كونه عارياً، كان منحطاً بما يكفي ليجعل القناة المصرية التي عرضت الأغنية تبادر لقطع البث واستبداله بأي مادة أخرى كفاصل إعلاني مثلاً. إحدى المعجبات بـ (جمال) الفنانة، دافعت عنها بالقول إن الدنيا مليئة بالانحراف والمراقص والعري فلماذا الهجوم الشرس على ( .... )؟، هذا أسوأ ما يمكن سماعه من تبرير، لأن الدنيا فيها ما هو أكثر من المراقص والفن العاري، فيها الإجرام والقتل والمخدرات وما لا يمكن ذكره في هذه المقالة، فهل يعطي وجود القبح والفساد والانحطاط مبرراً لعرضه على الناس في كل مكان؟، فلماذا توجد مواثيق شرف إذن في الصحافة والإعلام و...؟ الفنانة قدمت اعتذاراً هزيلاً وكاذباً ولا يمكن تصديقه، اعتذار يسير في الطريق نفسها، طريق استغفال الجماهير، فقد قالت إنها تفاجأت بالفستان العاري الذي لبسته على المسرح!! تفاجأت؟؟ كيف؟ هناك جماهير تتقبل الاستغفال، وفنانون يمعنون في الاستغلال والكذب، ثم نصب جام غضبنا على «داعش»، «داعش» كفكرة وليست جماعة فقط، وقطع الرؤوس لا يختلف عن تقطيع القيم أبداً.‏?