حدث في الجولة الثانية عشرة من مسابقة دوري الدرجة الأولى أن فريق الشعب ذهب إلى ملعب دبا الفجيرة لمواجهة رأس الخيمة، وعندما نزل الفريقان إلى أرض الملعب اكتشف حكم المباراة أن الفريقين، يرتديان نفس اللون، وكان فريق الشعب مطالباً بارتداء الزي الاحتياطي باعتباره الفريق الضيف، ولكن لم يكن ذلك ممكناً لأن الجهاز الإداري في الفريق نسي إحضار الزي الاحتياطي. كان على الشعب اللجوء إلى نادي دبا الفجيرة الذي أقيمت المباراة على ملعبه بسبب عدم جاهزية ملعب رأس الخيمة، كان الموقف غريباً للغاية، والشعب يحتل المركز الثاني في المسابقة قبل المباراة برصيد 24 نقطة، أما دبا الفجيرة فكان منافساً قوياً، ويحتل المركز الرابع برصيد 20 نقطة. كان من مصلحة دبا الفجيرة ألا يجد لاعبو الشعب القمصان لأداء المباراة، وبالتالي فالقانون واضح وصريح وهو خسارة الفريق وتعثره في سباق المنافسة، ولكن ضربت إدارة دبا الفجيرة مثالاً رائعاً في الأخلاق والروح الرياضية، وقامت بتوفير قمصان بديلة للاعبي فريق الشعب مما مكنهم من أداء المباراة التي فازوا فيها، واعتلوا صدارة المسابقة. تسلطت الأضواء الإعلامية آنذاك على الجانب السلبي من الخبر، وهو نسيان الجهاز الإداري لفريق الشعب قمصان الفريق الاحتياطية، والإهمال الإداري الذي كان، ولكن لم يتم تناول الوجه الإيجابي للقصة والموقف الرائع الذي قامت به إدارة دبا الفجيرة بالشكل المطلوب، وعدم استغلالها الورطة، التي كان يمر بها الفريق المنافس، وفي حادثة نادرة رسمت صورة مشرقة للعبة وأصول التنافس الشريف. لقد اعتدنا أن تستغل إدارات الأندية أي هفوة إدارية قد تقع فيها إدارات الأندية المنافسة، ولكن إدارة نادي دبا الفجيرة رفضت استغلال الغلطة التي جاءت إليها على طبق من ذهب، فكان موقفاً إيجابياً، ويصب في مصلحة اللعبة ومبادئ اللعب النظيف، ويوطد الأواصر بين إدارات الأندية وقبل ذلك يطفئ لهيب التعصب بين الجماهير، ولو كانت هناك جائزة للروح الرياضية لما استحقتها غير إدارة نادي دبا الفجيرة. مرت الأيام وتوالت الجولات، وأمس الأول تم إعلان صعود دبا الفجيرة إلى دوري المحترفين، كان الصعود مستحقاً للفريق الذي اجتهد، ولم يبحث عن النقاط من خارج المستطيل الأخضر، بل تحلى بأخلاق الفرسان، وأنقذ خصمه الرئيسي من ورطة القمصان، فصعد دبا الفجيرة، وصعدت معه الروح الرياضية، لأن الأعمال بالنيات، وعلى نياتكم ترزقون.